الجوع علاوة على الرصاص.. كيف يلاحق الموت الغزيين من كل اتجاه؟
«الخليج» – وكالات
مع استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في شن ضرباتها المتواصلة على قطاع غزة الفلسطيني منذ أكثر من عام ونيف، أعلنت وزارة الصحة في القطاع السبت، ارتفاع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 44382 قتيلاً، من بينهم ثلاث نساء قتلن في تدافع أثناء محاولات الحصول على الخبز.
وأعلنت هيئة الدفاع المدني بالقطاع، مقتل ثلاثة عاملين مع منظمة «وورلد سنترال كيتشن» (المطبخ المركزي العالمي) غير الحكومية في غارة جوية إسرائيلية في جنوب قطاع غزة؟
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل في تصريحات لوسائل إعلام، إنه تم نقل «خمسة قتلى على الأقل، بينهم ثلاثة من العاملين في المطبخ العالمي» جراء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي سيارتهم التي كانت تسير على شارع صلاح الدين الرئيسي، في شمال شرق مدينة خان يونس، فيما أشار الجيش الإسرائيلي في بيان إلى أنه شن غارة على «مركبة كان يستقلها شخص شارك في أحداث 7 أكتوبر»، مضيفاً أنه «يتم التدقيق في الادعاء بأن ذلك الشخص كان في نفس الوقت عاملاً بمنظمة وورلد سنترال كيتشن».
ولم يصدر حتى الآن أي بيان من المنظمة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً.
وقال محمود بصل: إن القتلى الثلاثة العاملين في المنظمة هم «عازم أبو دقة وهو مدير قسم المطابخ الاجتماعية في المطبخ العالمي بجنوب قطاع غزة، وعاهد عزمي قديح، ومحمد عادل النملة».
وأشار إلى أن السيارة المستهدفة كانت «مميزة بشعار المطبخ و مكشوفة للقوات الإسرائيلية خاصة أن طائرته المسيرة تحوم فوق كل شبر في قطاع غزة» وذكر شهود عيان أن السيارة المستهدفة كانت خلف قافلة لمركبات تحمل مساعدات.
وفي نيسان/ أبريل، قتل سبعة عاملين في «وورلد سنترال كيتشن» في ضربة إسرائيلية في غزة، ليقر الجيش الإسرائيلي حينذاك بارتكابه «خطأً كبيراً».
هجمات متفرقة
وأكد مسعفون غزيون السبت أيضاً، مقتل 32 فلسطينياً على الأقل قتلوا في هجمات للجيش الإسرائيلي بأنحاء قطاع غزة الليلة الماضية واليوم السبت، وأشاروا أن معظم القتلى لقوا حتفهم في مناطق شمال القطاع.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) والدفاع المدني الفلسطيني في بيان في وقت مبكر من السبت أن سبعة على الأقل من إجمالي 32 قتيلاً لقوا حتفهم في غارة إسرائيلية على منزل في مدينة غزة.
وقال الدفاع المدني أيضاً: إن أحد مسؤوليه قُتل في هجمات على جباليا شمال القطاع، ليصل إجمالي عدد العاملين في الدفاع المدني الذين قتلوا منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023 إلى 88.
موت في سبيل الخبز
وفي القطاع أيضاً قتلت سيدتان وفتاة الجمعة، إثر تدافع للحصول على الخبز أمام مخبز في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بحسب مصادر طبية فلسطينية وشهود، وذلك في ظل تحذيرات من نقص حاد في هذه المادة، نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ أعوام عدة والذي تضاعفت قسوته بعد اندلاع الحرب.
وأعلن مستشفى شهداء الأقصى في بيان مقتل النساء الثلاث بسبب التدافع والازدحام أمام مخبز في المدينة.
وقالت شاهدة عيان: «كان الازدحام والتدافع شديدين أمام المخبز، فجأة حدث صراخ شديد، سقطن على الأرض واختنقن من التدافع، بينهن فتاة صغيرة».
أضافت لوكالة فرانس برس «فقدن حياتهن من أجل شراء الخبز فقط، رأيتهن أمامي، ما يحصل فينا لا يمكن تحمله، حسبنا الله ونعم الوكيل».
بدوره، قال أسامة أبو لبن، وهو والد الفتاة، أمام ثلاجة الموتى في المستشفى «لا أعرف ماذا حصل».
أضاف «ذهبت إلى السوق مع ابنتي، ذهبت تشتري خبز، بالكاد حصلت على ربطة الخبز حتى انجرفت مع النساء»، متابعاً «أخرجوها جثة هامدة» من المكان.
وكان برنامج الأغذية العالمي نشر على منصة «إكس» الخميس، «أغلقت أبواب المخابز جميعها في وسط غزة بسبب نقص الإمدادات»، مجدداً الدعوة إلى «توفير وصول آمن للمساعدات الإنسانية الحيوية في غزة».
وكانت منظمة الصحة العالمية حذّرت من أن القطاع المحاصر، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.