أخبار العالم

قوافل النازحين تواصل العودة للجنوب.. والجيش اللبناني يباشر مهامه

بيروت – «الخليج»، وكالات:
باشر الجيش اللبناني، أمس الخميس، في اليوم الثاني لسريان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، انتشاره في جنوب نهر الليطاني وتنفيذ مهماته الميدانية من نصب الحواجز إلى فتح الطرق، بانتظار تسلمه المناطق الخاضعة لسيطرة جنود إسرائيليين، في وقت سُجِّلَت خروقات إسرائيلية في أكثر من بلدة حدودية، وقام الجيش الإسرائيلي بخرق فاضح عندما أغارت طائراته الحربية، على منطقة في صيدا لأول مرة منذ وقف إطلاق النار، بذريعة رصد تهديد بإطلاق صواريخ، بالتزامن مع استمرار قوافل النازحين بالعودة إلى الجنوب والبقاع، فيما كشف الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية التي توغلت فيها قبل انتشار الجيش اللبناني.
لأول مرة منذ وقف إطلاق النار، قصفت طائرات إسرائيلية منطقة في صيدا في جنوب لبنان، بذريعة رصد تهديد بإطلاق صواريخ، بحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي. وزعم الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت منشأة يستخدمها «حزب الله» لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان. وكان الجيش الإسرائيلي أطلق صباح أمس قذيفة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب ورشقات نارية باتجاه أطراف بلدتي مارون الراس وعيترون، وذلك لترهيب الأهالي الذين يحاولون الوصول إلى منازلهم في هذه القرى وعلى أطراف مدينة بنت جبيل، كما استهدفت مسيرة إسرائيلية ساحة بلدة مركبا ما أدى إلى جرح شخصين، وقال الجيش الإسرائيلي إن الاستهداف كان لإبعاد السكان عن المنطقة المحظورة، فيما أطلقت دبابة ميركافا قذيفة على بلدة الوزاني وقذيقتين على أطراف كفرشوبا. وقصفت المدفعية الإسرائيلية مرتفعات بلدة حلتا في قضاء حاصبيا، مستهدفة المواطنين في خراج البلدة، وكذلك ساحة بلدتي الطيبة والخيام وسهل مرجعيون، كما سمعت رشقات رشاشة في الخيام بعدما تعرضت عيتا الشعب وبنت جبيل ليل أمس الأول، لقصف مدفعي إسرائيلي، فيما لا يزال الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي يحلق فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل، في وقت أطلق الجيش الإسرائيلي النار على المدنيين بذريعة وصول «مشبوهين»، بعضهم قدم بمركبات لمناطق بجنوب لبنان ما يشكل خرقاً للاتفاق، كما أُعلن عن إطلاق صاروخ اعتراضي عقب اشتباه بوجود مسيرة أطلقت من لبنان. واتهم النائب عن «حزب الله» في البرلمان اللبناني حسن فضل الله إسرائيل بخرق اتفاق وقف النار. وقال فضل الله إن إسرائيل انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار بإطلاق النار على مدنيين عائدين إلى قراهم في جنوب لبنان. وكان الجيش الإسرائيلي هدد سكان 10 قرى جنوبية وأمرهم بعدم العودة إلى بيوتهم حتى إشعار آخر. كما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان وجهه إلى سكان جنوب لبنان حظر التجوال ليلاً.
من جهة أخرى، واصل النازحون جنوباً وبقاعاً العودة إلى قراهم وبلداتهم، وشهد الأوتوستراد البحري نحو صيدا بوابة الجنوب، حركة كثيفة وخانقة، وكذلك طريق بيروت دمشق الدولية نحو البقاع، قي وقت أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان أنه «في موازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة. وتأتي هذه المهمات في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم».
كما باشرت قوات «اليونيفيل» إعادة انتشارها، وسيّرت دوريات داخل بلدة ميس الجبل الحدودية، بالتزامن مع تأكيد المتحدث الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي في حديث تلفزيوني، أن جنود حفظ السلام يواصلون التواجد في جميع أنحاء منطقة عملياتهم لتهدئة الأوضاع بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701، لافتاً إلى أن «اليونيفيل» تواصل العمل بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية وتدعم انتشارها في الجنوب.
وطلبت بلدية الخيام من الأهالي انتظار بيان من السلطات المعنية، تسمح فيه بالدخول إلى البلدة، وقالت إن هذا الأمر يرتبط بآلية الإجراءات لدخول الجيش اللبناني، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض الشوارع والنقاط التي ما زال متمركزاً فيها، وإفساح المجال للجهات المعنية، للمسح الشامل، لرفع القنابل والصواريخ غير المتفجرة.
في غضون ذلك، أشار المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى أن الناس يعودون إلى منازلهم، والقوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، ونصح المدنيين بالاستماع إلى أجهزة الأمن التابعة للجيش اللبناني. وكشف هوكشتاين في حديث تلفزيوني أمس الخميس، أنه «سيكون على الجيش اللبناني الانتشار في الجنوب فوراً».
وقال: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له كما سنعمل مع المجتمع الدولي جنباً إلى جنب، وليس هناك أي مستند يتعارض مع اتفاق وقف إطلاق النار وكل الضمانات التي قدمناها للبنان موجودة داخل هذا الاتفاق، وهدفي كان إنقاذ المدنيين في لبنان وإسرائيل وهدفي كان دائماً العمل على وقف إطلاق النار».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى