بوريل: التجويع يُستخدم سلاحاً ضد شعب تُرك وحده في شمال غزة
قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية جوزيب بوريل، إن «التجويع يُستخدم سلاحاً ضد شعب تُرك وحده في شمال غزة»، بينما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إن سكان غزة يبحثون في القمامة ووسط الأنقاض عن سبل للبقاء.
وقال بوريل، في تصريحات صحفية، أمس الثلاثاء، «إن المساعدات الإنسانية لا تصل إلى غزة، والأمم المتحدة غير قادرة على تقديم الدعم»، منوهاً بأن الوضع في غزة أسوأ منه في لبنان، فهناك 250 ألف شخص في شمال غزة يعانون وحدهم. وتساءل: «لماذا لا نذهب إلى مجلس الأمن لطرح موضوع المساعدات الإنسانية إلى غزة؟».
من جانبها، قالت لويز ووتريدج، المتحدثة باسم وكالة «الأونروا»، إن عدداً كبيراً من السكان
في شمال قطاع غزة، يضطر للبحث في القمامة ووسط الأنقاض؛ علهم يعثرون على مستلزمات ضرورية للبقاء.
وفي حديثها إلى وكالة فرانس برس من مدينة غزة إلى حيث فر العديد من سكان الشمال منذ بدء عمليات القصف الإسرائيلي، نقلت ووتريدج المعلومات التي جمعتها من الفلسطينيين النازحين ومن زملاء لها في «الأونروا». وتقدّر الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن ما بين 100 ألف و130 ألف شخص فروا من شمال قطاع غزة منذ بدء العملية الإسرائيلية التي تهدف، بحسب الجيش الإسرائيلي، إلى منع حركة حماس من إعادة تنظيم صفوفها.
وقالت المتحدثة: «لا يمكن الحصول على الغذاء أو مياه الشرب. توقفت ثماني آبار لـ«الأونروا» في جباليا عن العمل منذ عدة أسابيع. لقد تضررت ولم تعد هناك كمية كافية من الوقود «لتشغيل نظام الاستخراج». وأضافت، «بلغنا تحت وقع الصدمة أن القصف مستمر على المستشفيات والملاجئ».
وقالت ووتريدج: «هنا في غزة، ألتقي أشخاصاً فروا هرباً من الموت، وعرضوا عليَّ مقاطع فيديو مروعة لهم وهم يركضون في الشوارع ويشقون طريقهم وسط الأنقاض. وحولهم تنتشر جثث أطفال وجثث أشخاص في كل مكان وعليهم تخطيها». وقالت: «في الأيام الأخيرة، كنت مع أطفال وعندما كنا نسمع هدير طائرات أو مسيَّرات، كانوا يتسمرون مكانهم عاجزين عن الحراك. لا حاجة إلى أن يتكلموا؛ لأننا نشعر بخوفهم الكبير. إنهم في حالة صدمة كبيرة جراء ما عاشوه في الأسابيع الأخيرة».
وأكدت المتحدثة أن «هناك حوالي 65 ألف شخص في مناطق محاصرة في شمال غزة، وورد إلينا أنهم يبحثون في القمامة وبين أنقاض المباني عما يسد الرمق. يبحثون عن أطعمة معلبة قديمة أو أي طعام يمكنهم العثور عليه».
وفيما يخص مدينة غزة، قالت ووتريدج: «هناك ما بين 100 ألف إلى 130 ألف شخص هنا بعد أن اضطروا إلى مغادرة المناطق المحاصرة في جباليا وبيت حانون… يصلون (إلى مدينة غزة) إلى مبانٍ متفحمة ومدمرة، تحت المطر، والطقس بارد جداً». وأضافت، «ليس لديهم فرش ولا قماش مشمع للاحتماء من المطر ولا خيام… ولا حتى بطانيات. العائلات تبكي. والبعض يتسول لأن أطفالهم ليس لديهم ملابس دافئة. وهناك رضّع ليس لديهم أبسط المقومات للتصدي للبرد. الظروف التي يرغم فيها الناس على العيش هنا فظيعة للغاية». واختتمت بالقول: «يجدون أنفسهم وسط الأنقاض، في مبانٍ ينبغي أن يحميها القانون الدولي، وفي الواقع بينما يروون قصصاً مروّعة مثل وصول الدبابات (إلى حيث لجأوا)، أو قصف المدارس (التي تستخدم ملاجئ) يضطرون إلى العودة إلى هناك؛ لأنه ببساطة ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه».(وكالات)