«السيادة» اللبنانية تصطدم بـ «حرية التحرك» الإسرائيلي
بيروت: «الخليج»، وكالات
أكد المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، أمس الأربعاء، أن محادثاته في لبنان بشأن المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار أحرزت تقدماً وأنه سيناقش لاحقاً تفاصيل التوصل إلى اتفاق نهائي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت أكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن جولة هوكشتاين هي الأخيرة والمفاوضات هذه المرة تستند إلى شيء بانتظار الجواب الإسرائيلي، فيما رأى وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو أن الفرصة سانحة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم في لبنان وعلى الجانبين انتهازها.
وكان هوكشتاين واصل محادثاته في لبنان، أمس الأربعاء، لليوم الثاني، سعياً للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والتقى مجدّداً رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري. وأوضح بعد انتهاء اللقاء مع بري أنه «لن يتحدث علناً عن نتائج المفاوضات، وهناك تقدم إيجابي، وسأزور تل أبيب وسنسير خطوة تلو أخرى ونعمل مع الإدارتين»، لافتاً إلى «إنجاز تقدم إضافي، وقال: سأنتقل إلى إسرائيل في محاولة للوصول إلى خاتمة إذا تمكنا من ذلك».
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مسودة التي تتضمن البنود التالية:
أولاً: وقف إطلاق نار تجريبي لمدّة 60 يوماً.
ثانياً: انسحاب قوات «حزب الله» حتى الليطاني وانتشار الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في جنوب لبنان.
ثالثاً: ينسحب الجيش الإسرائيلي بعد 60 يوماً من جنوب لبنان.
رابعاً: تشكيل لجنة للرقابة تضم لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وقوات «اليونيفيل».
خامساً: البنود الإشكالية هي، أولاً: حرية العمل في حال حدوث خروقات، حيث يعترض لبنان على هذا البند، وثانياً: أعضاء لجنة الرقابة، حيث إن لبنان يرفض مشاركة بعض الدول لاسيما المانيا وبريطانيا، إلا أن مقترح هوكتشاين لتضييق الخلاف بحسب الصحيفة، ينص على أن يتضمن الاتفاق عبارة «للطرفين يوجد حق الدفاع عن النفس إذا تم مهاجمته، بشرط أن الولايات المتحدة تضمن أن إسرائيل لن تبادر بشن أي هجوم».
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر شدد في وقت سابق على أنه «في أي اتفاق سيتم التوصل إليه سنحافظ على حرية العمل عند حدوث أي خروقات»، فيما أكد وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس أن «الشرط الإسرائيلي لأي تسوية سياسية مع لبنان هو الحفاظ على حق الجيش بالتحرك لحماية مواطني إسرائيل»، حسب قوله.
وفي هذا السياق، قال الأمين العام لـ «حزب الله» نعيم قاسم إن الحزب لن يقبل باتفاق وقف إطلاق نار لا يحفظ «سيادة» لبنان. وأعلن قاسم في كلمة مسجلة أن الحزب يتفاوض «تحت سقفين: سقف وقف الحرب بشكل كامل وشامل… والسقف الثاني هو حفظ السيادة اللبنانية أي لا يحق للجيش الإسرائيلي أن ينتهك وأن يقتل وأن يدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة». كما أكّد قاسم أن رد حزبه على قصف العاصمة بيروت سيكون في وسط تل أبيب.
بدوره، رأى وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، أن «الفرصة سانحة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم في لبنان».
إلى ذلك، أكدت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت خلال إحاطتها أن التنفيذ غير الجاد للقرار 1701 لن يؤدي إلا إلى اندلاع حربٍ جديدة. واعتبرت أنّ «كلا الجانبين الآن أمام فرصة جديدة لوضع حدّ لهذه الحقبة المدمّرة لا سيما أنّ الإطار الذي يمكن أن يُنهي الصراع موجود بالفعل: وهو القرار 1701، لكن ما يجب أن يكون واضحًا تمامًا هذه المرَّة أنّ الجهات لم يعد بإمكانها انتقاء بنود معينة لتنفيذها وتجاهل بنود أخرى».