أخبار العالم

معارك ضارية واشتباكات «من مسافة صفر» في جنوب لبنان

بيروت: «الخليج»، وكالات
تواصلت المواجهات والمعارك الضارية في جنوب لبنان، أمس الخميس، تخللها اشتباكات من المسافة صفر بين مقاتلي «حزب الله» والجنود الإسرائيليين، خصوصاً في بلدة عيتا الشعب، رغم الغارات المكثفة والقصف المدفعي العنيف على البلدة، وتحدثت مصادر إسرائيلية عن سقوط خمسة جنود إسرائيليين وجرح عشرات آخرين خلال المعارك المحتدمة في الجنوب، بينما أعلن الجيش مقتل 57 ضابطاً وجندياً منذ اندلاع المواجهة على جبهة لبنان.
مقتل جنود لبنانيين و«اليونيفيل» تتعرض لهجمات بالفسفور الأبيض
هاليفي: يمكن إنهاء الحرب بعد القضاء
على قيادة «حزب الله»
تواصلت الغارات على مختلف بلدات الجنوب والبقاع حيث أسفرت غارة إسرائيلية على بلدة الخضر عن وقوع 7 قتلى و14 جريحاً، في حين قصف «حزب الله» بعشرات الصواريخ، مستوطنات في الجليل ومواقع في نهاريا وعكا وصفد وخليج حيفا، بينما أعلن الجيش اللبناني مقتل ثلاثة عسكريين بنيران إسرائيلية في جنوب البلاد، وأكدت «اليونيفيل» مسؤولية إسرائيل عن الاستهدافات المتكررة لقوة حفظ السلام الأممية بما في ذلك استخدامها للفسفور الأبيض. وبالتزامن قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي: إنه يمكن إنهاء الحرب على لبنان لأنه تم القضاء على القيادة العليا ل«حزب الله».
وأعلن «حزب الله»، أمس الخميس، أنه يخوض اشتباكات من «مسافة صفر» مع جنود إسرائيليين داخل بلدة عيتا الشعب الحدودية، في خضّم مواجهات متقطعة على أكثر من محور في جنوب لبنان، منذ إعلان إسرائيل بدء عمليات توغل بري نهاية الشهر الماضي. وقال الحزب في بيان: إنه «عند تدخل دبابة ميركافا للإسناد استهدفها» مقاتلوه «بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى احتراقها»، بعدما كان قد أعلن أنه دمّر دبابة أخرى فجر أمس الخميس. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن قيام «الجيش الإسرائيلي بعملية تفجير منازل» في البلدة. وأشارت إلى «اشتباكات عنيفة» مع محاولة القوات الإسرائيلية «التقدم البري على محور عيتا الشعب».
وفي بلدة عيترون الواقعة إلى شرق عيتا الشعب، قال «حزب الله»: إنه استهدف «تجمعاً» لجنود إسرائيليين بالصواريخ وقذائف مدفعية، أمس الخميس، بعد أن كان أعلن الأربعاء التصدي لمحاولة تسلل «قوة مشاة للجيش الإسرائيلي» إلى البلدة والاشتباك معها و«أجبروها على التراجع إلى خلف الحدود». كما أعلن الحزب أنه استهدف بالصواريخ مدينتي صفد ونهاريا في شمال إسرائيل، وقاعدة عسكرية شمال مدينة حيفا للمرة الثانية في غضون 24 ساعة، مع تواصل الغارات التي تشنّها إسرائيل على مناطق لبنانية. وأورد في بيانين أن مقاتليه أطلقوا رشقة «صاروخية كبيرة» في اتجاه كل من صفد ونهاريا، وقصفوا بالصواريخ «قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا»، وذلك «رداً على القصف الإسرائيلي للقرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة».
في غضون ذلك، أعلن الجيش اللبناني، أمس الخميس مقتل ثلاثة عسكريين بنيران إسرائيلية أثناء قيامهم ب«إخلاء جرحى» في جنوب البلاد.
وقال الجيش في بيان: «استهدف الجيش الإسرائيلي عناصر للجيش اللبناني في خراج بلدة ياطر-بنت جبيل في الجنوب أثناء تنفيذ عملية إخلاء جرحى، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى بينهم ضابط». وارتفع بذلك إلى 11 عدد الجنود اللبنانيين الذين قتلوا في شهر من التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله».
من جهة أخرى، قتل شخصان في غارة من مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق دولي يربط بيروت بمناطق الجبل وشرق لبنان. وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام أن «مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق» يمر في بلدة الكحالة، وهو الطريق الرئيسي بين العاصمة ومنطقة البقاع الحدودية مع سوريا، والتي تعرضّت لضربات إسرائيلية مكثفة منذ بدء التصعيد قبل شهر. وأفادت بعيد ذلك عن «سقوط قتيلين في الغارة التي استهدفت سيارة على طريق الكحالة».
يأتي ذلك غداة سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت بلغت 17 غارة وفق الإعلام الرسمي اللبناني، حيث ستة مبانٍ سوّيت بالأرض واستهدفت مكتباً فارغاً تابعاً لقناة الميادين. وتحدثت الوكالة عن «موجة جديدة من الاعتداءات الإسرائيلية على قرى قضاءي صور وبنت جبيل من منتصف الليل الفائت حتى صباح أمس الخميس».
وفي سياق متصل، علقت «اليونيفيل» على استهداف القوات الإسرائيلية لجنود الأمم المتحدة في جنوب لبنان عدة مرات، بما في ذلك استخدام الفوسفور الأبيض الذي أصاب 15 جندياً. وقالت نائبة المتحدث باسم «اليونيفيل» كانديس أرديل: إنه منذ بدء توغلات الجيش الإسرائيلي في لبنان في الأول من أكتوبر، سجلت «اليونيفيل» قرابة 20 حادثاً أسفر عن أضرار في ممتلكات أو منشآت تابعة للأمم المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى