أخبار العالم

المدن الذكية.. خيار الإمارات المدعوم بالتقنيات والرقمنة

دبي: «الخليج»
سلط معرض «جيتكس» الضوء على ريادة دولة الإمارات في دعم مدن المستقبل الذكية، من خلال عرض أحدث التطورات في رقمنة المدن والحياة الذكية.
وإلى جانب المعرض، أقيم مؤتمر يتضمن جلسات النقاش والحوارات بمشاركة صانعي السياسات وأصحاب الرؤية والفكر الملهم وقادة القطاعات للحديث عن تسخير التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات، لدعم التواصل وتعزيز النمو الاقتصادي.
وفي الوقت الذي تبلغ فيه الإيرادات العالمية من المدن الرقمية، خلال العام الجاري، 1.83 تريليون دولار، محققة زيادة هائلة قدرها 21%، مقارنة بالعام الماضي، وذلك وفقاً لدراسة حملت عنوان «البحث عن الأسبقية»، فإن مؤتمر المدن الرقمية أبرز ريادة دولة الإمارات، التي تقود مستقبل هذه المدن من خلال المبادرات الخلّاقة التي تستفيد من قوة الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والنظم القائمة على البيانات.
ريادة إماراتية
بفضل استثماراتها الضخمة في التحول الرقمي، تتمتع دولة الإمارات بمكانة عالمية متقدمة في مجال تطوير المدن الرقمية؛ حيث احتلت دبي وأبوظبي مكانة متميزة، ضمن أول 12 مدينة عالمية على مؤشر المدن الذكية للعام 2024، وفقاً لتقرير أعدّه المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا، وهي شهادة على التطور السريع في التقنيات الحضرية.
تقود هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية (تدرا) هذه التطورات الملموسة، إذ تتولى مسؤولية الإشراف على التحول الرقمي على المستوى الاتحادي، بالتركيز على هدفين استراتيجيين هما تعزيز أنماط الحياة الذكية وتقوية البنية التحتية التكنولوجية.
واستعرضت الهيئة مبادراتها الريادية في منصة الحكومة الرقمية بالمعرض، ومنها منصة «التوأمة الرقمية» المبتكرة، التي تسمح بمحاكاة دقيقة للأنظمة الهيكلية والتشغيلية، من خلال استخدام البيانات الآنية.
وقال المهندس ماجد سلطان المسمار، مدير عام الهيئة: «عرضت منصة الحكومة الرقمية حلولاً مبتكرة، تسلط الضوء على ريادة دولة الإمارات في التحول الرقمي».
وأضاف: «نحن في «تدرا» ملتزمون بدفع عجلة التحول والتميز الرقمي، عبر جميع القطاعات؛ حيث تنسجم أهدافنا المشتركة مع رؤية نحن الإمارات 2031، التي تركز على الاستدامة والابتكار، وتُسهم في بناء المستقبل الرقمي المنشود».
وتقود هيئة دبي الرقمية التحول الرقمي، انطلاقاً من رؤية القيادة الحكيمة لإمارة دبي، كما تشرف على تسريع التحول الرقمي للمدينة، من خلال الشراكات الاستراتيجية، وتعزيز مساهمة الإمارة في الاقتصاد الرقمي، وبناء وتطوير الكفاءات الرقمية للمواهب الوطنية، والحفاظ على الثروة الرقمية لدبي وتنميتها.
وقال حمد عبيد المنصوري، مدير عام دبي الرقمية: «على مدار ربع قرن من رحلة التحول الرقمي في دبي، كان مركز دبي التجاري العالمي ملتقى سنوياً للجميع في الحكومة والقطاع الخاص، وشكل بذلك محطة دائمة لعرض ما تم من إنجازات، وتسليط الضوء على خطط للمستقبل. وبمرور الزمن أصبح هذا التلازم بمثابة شراكة حقيقية ساهمت في جعل دبي عاصمة عالمية للمعارض، ومركز جذب للشركات المبتكرة والخبراء والعقول والمهتمين بكل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا، كما شكل رافداً مهماً لتحقيق أجندة دبي الاقتصادية D33».
أما هيئة الطرق والمواصلات، فهي من المؤسسات الأخرى التي تعمل على تحقيق هدفها في استراتيجيتها الرقمية، والتي تتضمن 82 مشروعاً، صُممت لإحداث ثورة في التنقل الحضري والبنية التحتية. تعدّ مبادرات الهيئة بالغة الأهمية في دعم أنظمة التحول، بما يتماشى مع الهدف الأوسع المتمثل في إنشاء مدينة تتسم بالترابط والكفاءة.
كما تقود مدينة «مصدر» جهود التنمية المستدامة، حيث تلعب دوراً أساسياً في مسيرة دولة الإمارات نحو الحياد المناخي، من خلال ريادة المجتمع الحضري المستدام، وتغيير أسلوب حياة وعمل الناس وطرق التعلم والترفيه، عبر دمج ممارسات الاستدامة في النسيج الحضري للمدن.
فرص وتحديات
تطرق مارتن ييتس، مستشار التكنولوجيا الحكومية في شركة بريسايت الإماراتية، خلال «جيتكس»، إلى أهمية الاستفادة من التكنولوجيا، لمعالجة تحديات البنية التحتية الحضرية المستقبلية، من أجل المساعدة في إنشاء مدن أكثر أماناً وكفاءة وقابلية للعيش، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وفي حديثه عن تمكين الدول المزيد من التوسع، قال: «يعتمد الأمر على الكثير من العوامل، مثل كيفية مشاركة البيانات، وكيفية وضع الميزانية لها؛ إذ إن وجود رؤية مشتركة تجمع الناس معاً، هو الفارق الحقيقي بين من يبقون في مرحلة التطوير المبكرة، وأولئك الذين يصلون إلى أقصى مراحل التحسين».
وأضاف: «تواجه المدن القديمة مثل نيويورك عقبات؛ بسبب البنية التحتية القديمة، مثل الأنابيب والكابلات وغيرها، مما يتطلب تحديثاً يستغرق وقتاً طويلاً. وعلى النقيض من ذلك، يوفر بناء مدن جديدة مساراً أسرع للتحسين؛ حيث يمكنها تثبيت البنية التحتية الحديثة منذ البداية، وتحقيق كفاءة عالية في غضون ثلاث إلى خمس سنوات».
كما شارك تان بون خاي، الرئيس التنفيذي لشركة (JTC Corporation) في سنغافورة، في جلسة متميزة دعت إلى شراكات أقوى بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أعلى مستويات الاستفادة من التكنولوجيا لمعالجة التحديات الحضرية.
وقال: «يتطلب الأمر الكثير من الشراكات والعمل معاً، وأعتقد أننا متفائلون جداً حيال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؛ حيث سيلعبان دوراً بالغ الأهمية في كيفية بناء المدن المستقبلية».
وفي جلسة تتمحور حول الأمر ذاته، أكد ديمتري فان زانتفليت، مدير أمن المعلومات ومدير الأمن السيبراني لدى هيئة السكك الحديدية الهولندية، على الدور المحوري للأمن السيبراني في تعزيز الثقة بين المواطنين. وقال: «يمثل الأمن السيبراني عنصراً بالغ الأهمية للمدن الرقمية، والتحول في الخدمات المقدمة للمواطنين. ومع تطور المدن لتصبح أكثر ذكاءً بفضل إمكانات الذكاء الاصطناعي، فإن أساس نجاحها يعتمد على الثقة قبل كل شيء».
الابتكارات والنمو
وبالتزامن مع الحوارات الملهمة، تمكّن الزوار من تجربة عدد من الابتكارات المدهشة التي تُسهم في نمو المدن الرقمية، ومن بينها روبوت الماسح الضوئي، الذي عرضته بلدية دبي، والذي يمسح الطبقات السطحية والجوفية من الأرض، ويساعد في تخطيط المدن وتطوير البنية التحتية.
كما تم عرض قارب (Uni-Mini) السطحي صغير الحجم وخفيف الوزن ذاتي القيادة، وهو من تطوير مجموعة «يونيك»، التي تعمل مع بلدية دبي، حيث يستطيع إجراء عمليات المسح بأقل جهد وأقل عدد من العاملين.
وجرى كذلك عرض نظام المرور الذكي في أبوظبي، والذي يجمع بين التقنيات المتقدمة في أداة تتمتع بالعديد من الميزات المهمة مثل أنظمة الاستشعار المخصصة والرسائل المتغيرة، التي تنبه السائقين في مختلف الظروف الجوية السيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى