تصعيد عبر حدود لبنان.. وقصف متبادل بالطائرات والصواريخ
بيروت: «الخليج»، وكالات
تصاعدت حدة المواجهات عند الحدود الجنوبية للبنان، أمس الجمعة، وسط محاولات إسرائيلية متجددة للتوغل البري في أكثر من محور، لاسيما محور عيتا الشعب، لكن من دون جدوى، بينما تواصلت الغارات الجوية لاسيما في الجنوب بالتزامن مع إعلان حزب الله الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع إسرائيل، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى استقدام قوات إضافية ونشرها على الحدود، بالتزامن مع توجيه إنذارات جديدة لسكان نحو 20 قرية لبنانية بإخلائها والانتقال إلى شمال نهر الأولي.
وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح أمس الجمعة، على بلدات كفررمان، الخيام، عيتا الشعب، الشهابية، جبشيت، حاروف، أنصار، (حيث قتل شخصان)، الدوير، المالكية، الشعيتية، المروانية، جويا، (ما أدى إلى سقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى)، والزرارية (التي سقط فيها قتيلان وعدد من الجرحى أيضاً). وشنّ 4 غارات متتالية على بلدة سجد في منطقة إقليم التفاح. كما شنّ غارة على منطقة نبع إبل السقي استهدفت بصاروخين، الأول مبنى من ثلاث طبقات، والثاني سقط على منزل. وبعد الظهر استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مبنى برجاوي على طريق بلدة حاروف بغارة، فدمره. كما تعرضت بلدة دير سريان لغارة جوية، تلاها غارة على زوطر الغربية ما أدى إلى مقتل شخص، وغارة على كوثرية السياد. وتعرض مدخل بلدة حبوش على الأوتوستراد لغارة جوية، كما تعرضت بلدة يحمر الشقيف لغارة. وسجلت غارة على محلة الوادي في أطراف بلدة شبعا، كما تعرضت بلدة عيتا الجبل لغارة، وأخرى على الطيبة، كما نفذت الطائرات الإسرائيلية غارة على مدينة النبطية. وتعرضت بلدات حانين، رامية، بيت ليف وعيتا الشعب لقصف بقذائف دبابات الميركافا.
واستهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدات عيتا الشعب ورامية والضهيرة والبستان ومارون ويارون وأطراف مدينة بنت جبيل بقصف عنيف استمر أكثر من نصف ساعة رافقه إطلاق نيران رشاشات القوات الإسرائيلية الثقيلة باتجاه بلدتي مروحين وطربيخا بالقطاع الغربي.
ووجه الجيش الإسرائيلي تهديداً إلى بعض القرى لاسيما في قضاء صور بضرورة إخلاء قراهم والتوجه شمالاً، زاعماً أن «نشاطات» حزب الله «تجبره للعمل ضده بقوة».
في المقابل، أفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بإطلاق صفارات الإنذار في مستوطنات حدودية هي أدميت وإيلون ويعرا في الجليل الغربي، وفي زرعيت عكا وخليج حيفا ومناطق واسعة في الجليل، وأيضاً في رأس الناقورة تحسباً لتسلل مُسيَّرة من لبنان. وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة 13 جندياً في حادثة صعبة الأربعاء، حيث استهدفت مُسيّرة متفجرة قوة للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم رصد إطلاق 15 صاروخاً من لبنان تجاه خليج حيفا، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى إطلاق 10 قذائف من لبنان باتجاه الجليل الغربي وأكدت أنه تم اعتراضها.
بدوره أعلن حزب الله استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط بلدة عيتا الشعب بصلية صاروخية كبيرة، واستهداف تجمع آخر في محيطها أثناء محاولتهم إجلاء الجنود الجرحى والقتلى، وقصف تحركات للجنود عند أطراف بلدة كفركلا بقذائف المدفعية.
كما أعلن حزب الله أنه قصف مواقع إسرائيلية شمال حيفا وعكا وفي الجولان المحتل، كما أعلن قصف جنود إسرائيليين في صفد بمسيرات انقضاضية. وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في مستوطنات بالجولان جراء الرشقة الصاروخية التي أطلقها حزب الله.
وأعلن الحزب أنه قصف برشقة صاروخية كبيرة منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا، كما استهدف بالصواريخ ثكنة يوآف في الجولان السوري المحتل. كما أعلن حزب الله قصف جنود إسرائيليين في مدينة صفد في شمال إسرائيل بطائرات مسيرة، مشيراً إلى أن مقاتليه شنوا هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضيّة على تجمعات لجنود إسرائيليين في مدينة صفد.
وسبق أن أعلن حزب الله إطلاق مرحلة جديدة وتصاعدية في المواجهة مع إسرائيل، مؤكداً للمرة الأولى استخدام صواريخ دقيقة لاستهداف القوات الإسرائيلية عند الحدود في جنوب لبنان أو في الجليل، كاشفاً أن حصيلة الخسائر الإسرائيلية منذ بدء التوغل البري بلغت حوالي 55 قتيلاً وأكثر من 500 جريح من ضباط وجنود إسرائيليين، إضافة إلى تدمير 20 دبابة ميركافا، وتدمير 4 جرافات عسكرية وآلية مدرعة وناقلة جند، علاوة على إسقاط مسيّرتين من نوع «هرمز 450». وبالمقابل، ادعى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن إسرائيل تقدر عدد قتلى حزب الله بنحو 1500 رجل.
في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي في بيان أمس الجمعة إنه استدعى لواء إضافياً من قوات الاحتياط لتنفيذ عمليات في الجبهة الشمالية. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي «بناء على تقييم الوضع تقرر استدعاء لواء احتياط آخر للمهام العملياتية على الجبهة الشمالية، حيث يتيح تجنيد اللواء مواصلة الجهود القتالية في مواجهة حزب الله، وتحقيق أهداف الحرب ومن ضمنها إعادة سكان الشمال إلى منازلهم».