كوريا الجنوبية.. البرلمان يتحدى الرئيس برفض الأحكام العرفية
«الخليج» – وكالات
توالت ردود الفعل الدولية على إعلان الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، الثلاثاء، فرض الأحكام العرفية في تحرك أصاب المواطنين بالصدمة، بينما سارع مشرعون ومحتجون للتعبير عن اعتراضهم على التحدي الأكثر خطورة للديمقراطية في البلاد منذ ثمانينات القرن الماضي.
وفي جلسة حاولت قوات الأمن منع عقدها عقب محاصرة البرلمان، أعلن رئيس البرلمان الكوري الجنوبي بطلان إعلان الأحكام العرفية، وصوّت المشرعون اليوم لمصلحة إلغائها. وقوبل الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يون، بفر ض الأحكام العرفية، بمعارضة شديدة حتى من هان دونج هون زعيم الحزب الذي ينتمي إليه يون، والذي كان حاضراً في جلسة البرلمان. واختلف مع يون بسبب طريقة تعامل الرئيس مع فضائح في الآونة الأخيرة.
وأظهر بث حي للتلفزيون في وقت سابق قوات مكلفة فيما يبدو بفرض الأحكام العرفية، وهي تحاول دخول مبنى البرلمان، كما شوهد موظفو البرلمان وهم يحاولون صد الجنود برش مواد إطفاء الحرائق.
– اسحبوا الأحكام العرفية
واتهم الرئيس يون في إعلانه أحزاب المعارضة بالاستيلاء على العملية البرلمانية. وتعهد بالقضاء على «القوات السافرة المعادية للدولة والمؤيدة لكوريا الشمالية»، وقال: إنه لا يملك خياراً إلا إعلان الأحكام العرفية لحماية النظام الدستوري. وبعد إعلان الأحكام العرفية بفترة قصيرة، بدأ أشخاص في التجمع أمام مبنى البرلمان وهتف بعضهم «اسحبوا الأحكام العرفية الطارئة!».
وأكد مسؤولون عسكريون أن الجيش الكوري الجنوبي سيواصل تطبيق الأحكام العرفية التي فرضها الرئيس يون سوك يول إلى أن يقرر هو رفعها، رغم تصويت الجمعية الوطنية على قرار بهذا الشأن.
– الجيش متمسك بالحظر
وقال الجيش: إن أنشطة البرلمان والأحزاب السياسية سيجري حظرها وإن وسائل الإعلام ودور النشر ستخضع لسيطرة قيادة الأحكام العرفية.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض: إن الولايات المتحدة على اتصال بالحكومة الكورية الجنوبية وتراقب الوضع عن كثب.
وأكدت وسائل إعلام كورية، أن المادة 77 من الدستور تسمح للرئيس بإعلان الأحكام العرفية في حالة الحرب أو النزاع المسلح أو غيرها من حالات الطوارئ الوطنية الخطرة، موضحة أن القرار الأخير هو الأول في البلاد منذ 45 عاماً، وأنه يتعين على رئيس البلاد رفعها بعد تصويت البرلمان ضد تنفيذها من جهته، أعربت الخارجية الأمريكية في بيان، أنها تأمل أن يتم حل أي خلافات سياسية داخل كوريا الجنوبية بطريقة سلمية، مؤكدة أن «تحالف واشنطن مع سيؤول صلب وستنقف إلى جانبها في وقت عدم اليقين».
– ردود دولية
ونقلت وسائل إعلام، عن مسؤولين أمريكيين، أن الولايات المتحدة لم يتم إخطارها مسبقاً من كوريا الجنوبية بإعلان الأحكام العرفية.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء التطورات في كوريا الجنوبية، وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك: «نحن نتابع الوضع عن كثب وبقلق»، معتبراً أن «الوضع يتطور بشكل سريع».
وأكدت الرئاسة الروسية الثلاثاء، أنها تتابع عن كثب الوضع «المقلق» في كوريا الجنوبية. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن «الوضع مقلق. نحن نتابعه عن كثب».
كما أعرب الصين عن قلقها إزاء التطورات في كوريا الجنوبية، ودعت مواطنيها هناك إلى توخي الحذر.