فوضى مسلحة بحلب وإدلب.. والجيش السوري يجهز لهجوم مضاد
أعلن الجيش السوري، أمس السبت، تنفيذ عملية إعادة انتشار على جبهتي حلب وإدلب، هدفها تدعيم خطوط الدفاع، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، مشيراً إلى أن قواته تخوض معارك شرسة، مع تنظيمات مسلحة مدعومة بآلاف الإرهابيين الأجانب وبالأسلحة الثقيلة، وذلك على شريط يتجاوز طوله 100 كم. ووسط فوضى مسلحة في المناطق المتوترة، أشارت تقارير إلى وصول تعزيزات عسكرية روسية ضخمة خلال 48 ساعة لشن حملة جوية واسعة على معاقل المسلحين.
وبعد هجوم مباغت للفصائل المسلحة مكنها من السيطرة على أجزاء كبيرة من مدينة حلب وريفها ومناطق في محافظة إدلب، أعلن الجيش السوري، أمس، أن القوات المسلحة وجهت ضربات مركزة وقوية للمسلحين في حلب ومنعتهم من تثبيت نقاط تمركز لهم في المدينة، وواصلت التصدي لهجوم الفصائل المسلحة وألحقت بها خسائر كبيرة. وأفادت مصادر عسكرية بأن الجيش السوري أغلق جميع الطرق المؤدية إلى مدينة حلب أمس السبت. كما أعلن اتخاذه قراراً بإعادة الانتشار لدعم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد.
وقال الجيش السوري، في بيان، «خلال الأيام الماضية، شنت التنظيمات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت ما يسمى «جبهة النصرة» الإرهابية مدعومةً بآلاف الإرهابيين الأجانب وبالأسلحة الثقيلة وأعداد كبيرة من الطائرات المسيرة، هجوماً واسعاً من محاور متعددة على جبهتي حلب وإدلب، وخاضت قواتنا المسلحة ضدها معارك شرسة في مختلف نقاط الاشتباك الممتدة على شريط يتجاوز 100 كم لوقف تقدمها، وارتقى خلال المعارك العشرات من رجال قواتنا المسلحة وأصيب آخرون».
ولفت الجيش السوري إلى أن «الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدد جبهات الاشتباك دفعت بقواتنا المسلحة إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد».
وقال مصدران في الجيش السوري إن طائرات حربية روسية وسورية استهدفت المسلحين في حي بمدينة حلب أمس.
وتزامناً مع التطورات الأخيرة، تواصل نزوح الآف المدنيين من حلب إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة، في وقت بدأت فيه الجماعات المسلحة هجوماً للسيطرة على ريف حلب الشمالي، كما أعلنت حظراً للتجوال في المدينة التي سيطرت عليها في السابق الجماعات المسلحة واستعادتها الحكومة قبل ثماني سنوات.
وتحدثت وسائل إعلام عن سيطرة الجماعات المسلحة على مطار حلب الدولي، ودخول عناصرها مدينة معرة النعمان في إدلب، ما يعني أن المحافظة بأكملها باتت الآن تحت سيطرتها، بينما أفادت صحيفة «مصر 30» السورية بأن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» سيطرت على مطار حلب الدولي وعدة أحياء في المدينة.
وقالت الصحيفة، إن قوات «قسد» تسيطر على أحياء الهلك الفوقاني وحي بستان باشا والأشرفية والسريان الجديدة والحي الصناعي في مدينة حلب وبعض مناطق الريف الشمالي وصولاً إلى بلدتي نبل والزهراء. وأضافت أن «قسد» وسعت سيطرتها شرق مدينة حلب وسيطرت على مطار حلب الدولي وبلدات دير حافر وتل عرن وتل حاصل.
وقالت مصادر في الجيش السوري إن موسكو وعدت دمشق بمساعدات عسكرية إضافية ستبدأ في الوصول خلال الأيام الثلاثة المقبلة. وقال المصدران ومصدر عسكري ثالث إن السلطات أغلقت مطار حلب والطرق المؤدية إلى المدينة.
واندلعت معارك شرسة على مشارف مطار كويرس العسكري بريف حلب بين الجيش السوري والجماعات المسلحة التي أعلنت سيطرتها على بلدة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي الشرقي، لتقترب بذلك من السيطرة على كامل محافظة إدلب.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن «قواتها الجوية قضت على ما لا يقل عن 200 مسلح في محافظتي حلب وإدلب خلال يوم»، فيما قالت لوكالة «رويترز» إن دمشق تتوقع وصول شحنة جديدة من العتاد العسكري الروسي إلى قاعدة حميميم الجوية خلال 48 ساعة، كما أكدت المصادر أن دمشق تلقت وعوداً بمزيد من الدعم العسكري الروسي لمساندة الجيش في التصدي لمحاولات المسلحين للسيطرة على مدينة حلب. وجدد هذا الهجوم المفاجئ الذي قادته هيئة جماعات مسلحة بقيادة تنظيم «جبهة النصرة» المواجهات في الحرب الأهلية السورية التي توقفت إلى حد كبير منذ عام 2020، ما أدى إلى اندلاع القتال مجدداً قرب الحدود التركية.
على صعيد آخر، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أمريكي قوله إن هجوم المسلحين في حلب فاجأ إدارة الرئيس جو بايدن، مؤكداً أن الولايات المتحدة لم تكن متورطة في هجوم حلب. ويأتي تصريح المسؤول الأمريكي لأكسيوس، بينما لم تصدر إدارة بايدن أو الخارجية الأمريكية أي تعليق حتى مساء أمس على أحداث حلب. (وكالات)