أخبار العالم

«محمد بن راشد للابتكار» يدعم تمكين الشركات الناشئة

دبي: «الخليج»
تمضي دولة الإمارات سريعاً في تحولها إلى وجهة عالمية رائدة للشركات الناشئة المبتكِرة، إذ تعمل على توفير بيئة تدعم الابتكار، وتُتيح لرواد الأعمال من جميع أنحاء العالم تأسيس أعمالهم الناشئة وتوسيعها بكل سهولة ويسر.
تهدف الدولة إلى توفير بيئة عمل فريدة للابتكار تستقطب إليها المواهب والاستثمارات من جميع أنحاء العالم، من خلال عقد شراكات استراتيجية وإطلاق مبادرات حكومية مدروسة وطموحة، تحقق نتائج مستقبلية مستدامة، إضافة إلى وضع آليات تمويل استراتيجية، وهذا ما بدا واضحاً، خلال معرض «إكسباند نورث ستار 2024» الأكبر عالمياً للشركات الناشئة والمستثمرين، والذي أقيم مؤخراً، حيث سلّطت حلقات النقاش، والتي استضافها صندوق محمد بن راشد للابتكار والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، الضوء على تطور مشهد الشركات الناشئة في دولة الإمارات.
تتلقى المشاريع الصغيرة والشركات الناشئة دعماً من مؤسسات مثل صندوق محمد بن راشد للابتكار، وصندوق حي دبي للمستقبل، و«هب 71» (Hub71) وصندوق مصر 30، لدعم رواد الأعمال وتمكينهم من الوصول إلى الموارد اللازمة للنجاح، ضمن منظومة تم إعدادها لمساعدة الشركات والمشاريع على النمو والازدهار داخل الدولة وعالمياً.
وتطرح شركات الابتكار الناشئة مثل «سيركا بايوتك» (Circa Biotech) و«مانهات» (Manhat)، حلولاً تعالج التحديات البيئية، وتتماشى مع التزام دولة الإمارات بخفض الانبعاثات الكربونية إلى الصفر بحلول عام 2050. وتستعد شركة «سيركا بايوتيك» لاختبار وقود طيران مستدام في طائرة إيرباص A380، في مؤشر واضح على قدرتها في إحداث تغييرات جذرية في إدارة النفايات والحد من البصمة الكربونية للقطاع. وتمضي«مانهات» في تطوير تكنولوجيا تحلية المياه وإدارة مواردها. ويعد هذا مثالاً واضحاً على الموجة المتنامية من الشركات الناشئة التي تهتم بشؤون المناخ، وتجد في دولة الإمارات بيئة مؤاتية وداعمة لأعمالها.
التزام ثابت بالاستدامة
أخذت دولة الإمارات على عاتقها الالتزام الثابت بالاستدامة، وعدم الاكتفاء بمواجهة التحديات المحلية، بل العمل على إيجاد حلول عالمية، إذ تجد الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المناخية أن مواءمة نماذج أعمالها مع الرؤية طويلة الأجل لدولة الإمارات يؤهلها للحصول على التمويل المناسب والتوسع والانتشار دولياً.
غالباً ما يشكل الحصول على التمويل التحدي الأكبر الذي تواجهه الشركات الناشئة، وهذا ما سلطـــت عليـــه الضــوء جلسات ومناقشات المعرض، مؤكدة ضرورة وجود نماذج وآليات تمويل بديلة.
وتشكل المبادرات التي تحظى بدعم حكومي، مثل «برنامج الضمانات» الذي أطلقه الصندوق، مصدر تمويل متميز للشركات الناشئة، التي تسعى إلى تقليل المخاطر المالية أثناء محاولتها الحصول على رأس المال. ومن خلال تقديم ضمانات القروض المدعومة من الحكومة، يوفر الصندوق للشركات الناشئة ذات الإمكانات العالية مرونة أكبر، ما يسمح لها بالتركيز على التوسع دون الاضطرار للتخلي عن جزء من ملكيتها أو حصصها في الشركة لتمويل هذا التوسع.
كما برزت على نحو متزايد نماذج التمويل البديلة، بما في ذلك «التمويل الجماعي» و«المستثمرين الملائكة»، مفسحة المجال أمام رواد الأعمال، لتأمين التمويل الأولي مع الاحتفاظ بقدر أكبر من السيطرة على شركاتهم.
توافق اللوائح والقوانين
تواجه الشركات الناشئة في التكنولوجيا الصحية تحديات كبيرة في الامتثال للقوانين الصحية، والحصول على التحقق السريري، ما يجعل هذا القطاع معقداً ويصعب الدخول فيه، ومن الضروري أن يتوافق عمل الشركات الناشئة، مع الهيئات التنظيمية المحلية، لتسريع وتيرة دخول ابتكارات تكنولوجيا الصحة إلى الأسواق. تعالج الشركات الناشئة المدعومة من الصندوق، مثل «Reme-D» و«HealthStay.io»، التحديات الرئيسية في مجالي التشخيص وخدمات المرضى.
بيئة محفزة وفريدة
توفر دولة الإمارات بيئة أعمال محفزة وفريدة من نوعها، تتسم بالتوازن والتعاون بين الجهود الحكومية والقطاع الخاص في العمل معاً على دعم المشاريع الريادية، وقد تم التأكيد، خلال الحدث، على أهمية الثقة ودورها الكبير في إطلاق العنان للإمكانات الكامنة في هذا التعاون.
تشكل القدرة على التكيف مع التحديات والصمود أمام الصعوبات أساس النجاح في ريادة الأعمال، خاصة بالنسبة للنساء، اللاتي يتمتعنَ بالقدرة على الموازنة بين أدوار متعددة في حياتهن الشخصية والمهنية. ويتطلب النجاح في هذا المجال أكثر من مجرد الشجاعة، بل يحتاج إلى رؤية طموحة وواضحة ومصداقية ومجموعة داعمة من الأشخاص الذين يعرفون إمكانات المرأة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى