وكالات ومنظمات دولية تحذر من كارثة إنسانية كبيرة في غزة
قتل أكثر من ثمانين فلسطينياً، أمس الجمعة، بينهم 50 شخصاً دكت غارات إسرائيلية منزلاً في مشروع بيت لاهيا شمال غزة، كان يؤويهم، كما قتل رئيس قسم العناية المكثفة بمستشفى كمال عدوان إثر استهداف صاروخي مباشر بمسيرة إسرائيلية، فيما أكدت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة أن غزة تشهد أشد قصف استهدف مدنيين منذ الحرب العالمية الثانية، وأعلن برنامج الأغذية العالمي إغلاق جميع مخابز وسط غزة بسبب نقص الإمدادات، وحذرت منظمة الصحة العالمية من «نقص حادّ» في المواد الأساسية في شمال القطاع.
فقد قصفت إسرائيل، أمس الجمعة، منزلاً في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال غزة، وقتل جميع من كانوا بداخله، حيث يؤوي عدداً كبيراً من النازحين والعائلة. ويعود المنزل إلى عائلة أحمد (أبو المعتز أحمد) في منطقة مشروع بيت لاهيا، ووفق شهود عيان، فإن المنزل كان يوجد فيه أكثر من 50 شخصاً من النازحين والعائلة.
وقالت مصادر طبية إن 32 فلسطينياً قتلوا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر الجمعة، 24 منهم في مخيم النصيرات.
وقتل الطبيب أحمد زياد الكحلوت رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان، إثر استهداف صاروخي مباشر من مسيرة استطلاع إسرائيلية.
وصعَّد الجيش الإسرائيلي غاراته شمال ووسط القطاع، لا سيما على النصيرات والمغازي ودير البلح ومدينة غزة، في وقت أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن الجيش يوسع نطاق العمليات في شمال قطاع غزة.
واصلت القوات الإسرائيلية استهدافها لمناطق متفرقة في قطاع غزة، لا سيما شمال ووسط القطاع. فقد قتل شخصان بقصف لمجموعة من الناس في محيط مفترق الصناعة بحي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة. واستهدف قصف جوي منزلاً بحي الصبرة جنوب مدينة غزة. وانتشلت طواقم الدفاع المدني 3 قتلى و5 إصابات جراء استهداف إسرائيلي منزلاً لعائلة «نصار» مقابل مطعم بالميرا في شارع الوحدة غرب مدينة غزة.
كما أنقذ الدفاع المدني 4 أشخاص عقب قصف استهدف منزلاً لعائلة «السرحي» في حي الزيتون، فيما أفيد عن عدد غير محدد من القتلى.
ونفذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف لمربعات سكنية في مخيم جباليا.
وفي وسط القطاع قتل 29 فلسطينياً في مخيم النصيرات، وانتشلت طواقم الدفاع المدني 5 قتلى عقب استهداف منزل يعود لعائلة الدحدوح قرب دوار أبو صرار بالنصيرات.
واستهدف قصف مدفعي مخزناً للأخشاب يعود لعائلة العصار في مخيم 5 غرب النصيرات واندلاع حريق. وانتشلت الطواقم عدداً من القتلى من منطقة أرض المفتي والمخيم الجديد شمال غربي النصيرات. وتواصل القصف المدفعي مع إطلاق نار من مسيرات شمال مخيم النصيرات. وتعرض محيط روضة البراعم شرق مخيم النصيرات لإطلاق نار. وتعرضت أراض زراعية شرق مخيم المغازي وسط القطاع لقصف مدفعي. وسقط 8 جرحى في قصف مروحي لاستراحة بحرية غرب دير البلح.
وفي جنوب القطاع، استهدف قصف مدفعي محيط مدرسة الفردوس غرب رفح.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع الجمعة أن حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمستمرة منذ أكثر من عام، ارتفعت إلى 44363 قتيلاً إلى جانب 105,070 مصاباً.
من جهة أخرى، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إن قطاع غزة يشهد منذ أكتوبر 2023 أشد قصف استهدف مدنيين منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت الوكالة، إن «محنة اللاجئين الفلسطينيين تظل أطول أزمة لاجئين لم تُحل في العالم». وأضافت: «نؤكد ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في القطاع».
وقال برنامج الأغذية العالمي، إنه تم إغلاق جميع المخابز في وسط قطاع غزة بسبب نقص الإمدادات الشديد. وذكر البرنامج على منصة «إكس»، الجمعة، أن الخبز كان في كثير من الأحيان الغذاء الوحيد الذي تستطيع العائلات في غزة الحصول عليه، والآن، حتى هذا أصبح بعيداً عن المتناول. ودعا البرنامج إلى تأمين وصول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة.
وقال ممثل مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة أجيث سونغاي، إن الأمم المتحدة لا تستطيع إيصال أي مساعدات إنسانية إلى شمال غزة «بسبب قيام السلطات الإسرائيلية بمنع أو رفض مرور قوافل المساعدات». وأشار خلال مشاركته، الجمعة، في مؤتمر صحفي أسبوعي لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، إلى وجود خطر الجوع والمرض والموت في قطاع غزة، وأن الفلسطينيين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة. وشدد على وجود حاجة شديدة للمساعدات الإنسانية، وضرورة أن تسمح إسرائيل بدخول هذه المساعدات.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه وتسهيل العمليات الإنسانية فيه. ووصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي». (وكالات)