مئات القتلى بمعارك بين فصائل مسلحة والجيش السوري في إدلب وحلب
أعلن الجيش السوري في بيان، أمس الجمعة، مواصلته «التصدي» لهجوم مباغت بالمسيرات والصواريخ والأسلحة الثقيلة شنته فصائل مسلحة تقودها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في ريفي حلب وإدلب شمال غرب سوريا، ما أوقع مئات القتلى من الطرفين، فيما شنت طائرات حربية روسية وسورية غارات على مواقع المسلحين في إدلب، وبينما أكدت إيران دعمها لسوريا، دعا الكرملين السلطات السورية إلى استعادة النظام سريعاً في تلك المناطق.
وقال الجيش في بيان: «تواصل قواتنا المسلحة العاملة على جبهات ريفي حلب وإدلب التصدي للهجوم الكبير الذي تشنه التنظيمات المسلحة»، مضيفاً: إن قواته تمكنت من «استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقات خلال الساعات الماضية»، وأكد أن قواته أوقعت خسائر فادحة في صفوف المهاجمين.
وكانت مجموعات مسلحة بينها «هيئة تحرير الشام» قصفت، أمس الجمعة حلب وأصبحت على أبوابها في سياق هجوم على القوات الحكومية، وأودت العمليات العسكرية بحياة 277 شخصاً، في حصيلة غير نهائية، معظمهم مقاتلون من طرفي النزاع، ومن بينهم 27 مدنياً بحسب معطيات الأمم المتحدة.
وكانت الفصائل المسلحة، مع حلول أمس الجمعة، بسطت سيطرتها على أكثر من خمسين مدينة وقرية في ريفي إدلب وحلب بحسب التقارير المحلية. وتعرّض سكن جامعي في مدينة حلب الجمعة للقصف، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين، بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا»، وزعمت تقارير مقربة من الفصائل المسلحة، أنها سيطرت على خمسة أحياء في مدينة حلب، كما ذكرت وكالة «الأناضول» أن «مجموعات مسلحة بسطت سيطرتها على مدينة سراقب ذات الأهمية الاستراتيجية في محافظة إدلب، غير أن مصادر أمنية سورية نفت هذه التقارير.
ووصلت في المقابل تعزيزات من الجيش السوري إلى مدينة حلب، وفق ما ذكر مصدر أمني سوري، والذي أشار إلى أن معارك واشتباكات عنيفة تدور من جهة غرب حلب لكن لم تصل إلى حدود المدينة. وأضاف: وصلت التعزيزات العسكرية ولن يجري الكشف عن تفاصيل العمل العسكري حرصاً على سيره، لكن نستطيع القول بأن حلب آمنة بشكل كامل ولن تتعرض لأي تهديد، وبحسب المصدر: لم تُقطع الطرق باتجاه حلب، هناك طرق بديلة أطول بقليل، متعهداً بأن تفتح كل الطرق المؤدية إلى حلب قريباً.
في غضون ذلك، شنّ الطيران الحربي الروسي والسوري نحو 23 غارة على إدلب وقرى محيطة بها، وذكرت التقارير أن الطيران الحربي الروسي والطيران السوري نفذا غارات جوية مكثفة استهدفت كلاً من مدينة إدلب وقرى وبلدات في المنطقة.
من جهة أخرى، اعتبر المتحدّث باسم الكرملين دميتري بسكوف، أمس الجمعة أن الوضع في حلب «انتهاك لسيادة سوريا»، وأعرب عن دعم بلاده «للحكومة السورية في استعادة النظام في المنطقة وإعادة النظام الدستوري». وقال بيسكوف لصحافيين: «نطالب السلطات السورية بإعادة فرض النظام بصورة عاجلة في هذه المنطقة» معتبراً أن الهجوم المتواصل «اعتداء على سيادة سوريا».
ومن جهته، شدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في بيان «على دعم إيران المستمر لحكومة سوريا وأمتها وجيشها في كفاحها ضد المسلحين»، بعد اتصال هاتفي أجراه مع نظيره السوري بسام الصباغ. (وكالات)