قمة رأس الخيمة للطاقة تختتم أعمالها بالتزام حكومي مناخي
رأس الخيمة: «الخليج»
اختتمت، الخميس، قمة رأس الخيمة للطاقة في مركز الحمرا العالمي للمعارض والمؤتمرات في إمارة رأس الخيمة، بعد أن جمعت العديد من صناع القرار البارزين والمتحدثين والخبراء من دولة الإمارات والمنطقة والعالم، في حوار مثمر استمر ليومين، دعماً للمناقشات العالمية، حول الاستدامة والطاقة المتجددة وإزالة الكربون.
افتتحت القمة من قبل صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، مسلطةً الضوء على الجهود المحلية والدولية وأفضل الممارسات في مجال تحول الطاقة. وكان من أبرز المتحدثين في اليوم الثاني المهندس سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، الذي استعرض وجهة نظر الحكومة الاتحادية، حول تحول الطاقة في الدولة. كما شارك يوسف أحمد آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للماء والكهرباء، رؤيته لتطوير شبكة الكهرباء في الإمارات الشمالية.
الحياد الكربوني
قال المزروعي: «مع سعي العالم لتحقيق الحياد الكربوني، بحلول منتصف القرن، أصبح تبنّي أحدث ممارسات وحلول الاستدامة، التي تدعم التحول في قطاع الطاقة، أولوية قصوى على جدول الأعمال العالمي».
وقال:«تنمو قمة رأس الخيمة للطاقة في دورتها الثانية، لتصبح منصة عالمية رائدة لدمج الاستدامة في قطاع الطاقة، وهي تعد فرصة مثالية لأصحاب المصلحة للتواصل، وتشكيل الشراكات، وتطوير حلول طاقة مستدامة، يمكن أن تعزز مكانة دولة الإمارات كمحرك عالمي لأمن الطاقة والعمل المناخي».
وأضاف: «إن رؤية الإمارات الطموحة في قطاع الطاقة، تستهدف تعزيز مكانتها كدولة رائدة في مجال الاستدامة والابتكار، وإن الدولة تعمل بشكل مستمر على تحسين كفاءة الموارد، مع التركيز على استخدام التقنيات الحديثة والذكية لتحقيق استدامة طويلة الأمد، بالإضافة إلى الاستثمار في البحث والتطوير لإيجاد حلول مبتكرة لتحديات الطاقة والمياه». وشدد على أهمية التعاون بين جميع القطاعات لتحقيق الأهداف المستقبلية لقطاع الطاقة، سواء من خلال الشراكات مع القطاع الخاص أو تعزيز التعاون مع الجهات العالمية والمنظمات الدولية.
تحول الطاقة
قال آل علي: «بوصفنا شريكاً رئيساً في القمة، نجدد التزامنا في شركة الاتحاد للماء والكهرباء بقيادة التحول نحو الطاقة المتجددة والمستدامة، ليس على مستوى الدولة فحسب، بل وعلى مستوى المنطقة والعالم أيضًا. هذا الالتزام يعكس توجهات الدولة وقيادتها الرشيدة في ترسيخ مكانة الإمارات كدولة رائدة على الصعيد العالمي في هذا القطاع الحيوي».
وأضاف: «تعد هذه القمة منصة استثنائية لعرض مشروعاتنا الرائدة، مثل محطة نقاء لتحلية مياه البحر بتقنية التناضح العكسي عالية الكفاءة، ومركز الخريجة للتوزيع، ومبادرة الطاقة الشمسية الموزعة، ومشروعنا للعدادات الذكية».
كما شهد اليوم الثاني من القمة حضوراً دولياً قوياً مع عروض قدمها أحمد علي الإبراهيم، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للربط الكهربائي الخليجي من السعودية، حول تكامل الشبكة الإقليمية، ولوكاس بويليه، محلل كفاءة الطاقة في وكالة الطاقة الدولية (آي إي ايه) من فرنسا، الذي تحدث عن اتجاهات كفاءة الطاقة العالمية، وآني ديكيولير، المدير التنفيذي لمركز البناء المستدام العالمي في جامعة (أي بي اف ال) بسويسرا، التي استعرضت جهود إزالة الكربون في قطاع الأسمنت.
قدّم أندريا دي غريجوريو، المدير التنفيذي لمكتب كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في بلدية رأس الخيمة، رؤيته حول خطط رأس الخيمة لتحول الطاقة، خلال كلمته الرئيسية، وأعلن تحديثات كبيرة على استراتيجية رأس الخيمة للطاقة والاستدامة، بهدف توسيع نطاقها وتأثير تدخلاتها. وشملت الإعلانات الرئيسية: استراتيجية محدثة تركز بشكل أوسع على إزالة الكربون، وحماية البيئة بجانب كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة.
علامة فارقة
أعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية عن الفائزين بجوائز الإمارات لإدارة الطاقة لعام 2024 بنسختها الثامنة. حصلت شركة أبوظبي للتوزيع على المركز الأول، بينما حصلت شركة «إينوك» للعقارات على المركز الثاني وشركة الفطيم العقارية على المركز الثالث.
كما حققت القمة علامة فارقة بالإعلان عن مبادرة استدامة الصناعة المحلية، وهي مبادرة تعاونية بين وزارتي الطاقة والبنية التحتية والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة. وكان من أبرز ما تضمنته، إطلاق منصة السجل الصناعي التي تدعم تطبيق اللائحة الاتحادية لإدارة الطاقة في المنشآت الصناعية، ضمن برنامج إدراج الطلب على الطاقة للقطاع الصناعي. تم تقديم هذه المبادرة الوزارية الهامة من قبل المهندس شريف العلماء، وكيل الوزارة لشؤون الطاقة والبترول بوزارة الطاقة والبنية التحتية، وعمر أحمد الصوينع السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
تضمن البرنامج أيضاً عرضاً تقديمياً من قبل كل من هيئة البيئة – أبوظبي و«راك غاز» وعروضاً تكنولوجية من مجموعة إي دي أف، وشنايدر الكتريك، وغاز رأس الخيمة، بالإضافة إلى حلقات نقاش ديناميكية حول الوقود وناقلات الطاقة المستقبلية، والصناعات التي تستهلك الطاقة بشكل مكثف.