سلطان: سنصدر موسوعة «البرتغاليون في بحر عُمان» خلال شهرين
الشارقة: «الخليج»
كشف صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، عن أحدث إصداراته التاريخية؛ وهي موسوعة «البرتغاليون في بحر عُمان.. أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م»، المقسّمة إلى 15 مجلداً وستصدر كاملة خلال شهرين.
وقال سموّه، في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر» الذي يبثّ من أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة، مع الإعلامي محمد حسن خلف، المدير العام للهيئة «إن موسوعة «البرتغاليون في بحر عُمان.. أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م» هي جهد بُذل للانتفاع به، ومجلّداتها التي قدّرتها بـ 15 مجلداً؛ لا تحتوي على وثائق فقط، وإنما تضم وثائق مطوّلة في صورة كتب ألفّها البرتغاليون في وقتها، ولذلك من يطّلع على هذه المجلدات سيستمتع بمعرفة جميع الأحداث والمعارك التي وقعت في تلك الفترة التي تمتد إلى 260 سنة. وهذه المجلدات ليست للباحثين فقط، وإنما ممتعة للقارئين أيضاً. وتضم المجلّدات رسائل بعض الشخصيات البارزة، بهدف زيادة العلم والمعرفة للقراء».
البحث العلمي
وأضاف سموّه «نحن نتحدث عن بحر عُمان، لأن البرتغاليين لا يستقرون في مكان واحد في الأرض، فهم يبحثون عن جزر يستقرون فيها، لأن لديهم أساطيلهم الخاصة، وكانت الأساطيل البرتغالية تحوم في بحر عُمان، وكان هناك اتفاقات بين البرتغاليين وسلاطين الهند. وكان هناك بند موجود في كل الاتفاقيات، وهو «لا تتعاونوا مع العرب في عُمان، ولا تفتحوا مجالاً للتجارة معهم». وأنا أستعرض في هذه الموسوعة جميع الممارسات الخطأ التي مارسها البرتغاليون في حق أهل عُمان، ونأمل بأن يُستفاد من هذه المجلدات في الأبحاث، لأن البحث العلمي لهذه الوثائق موجود باللغة البرتغالية، مع العلم بأنها «قديمة» وغير مستخدمة ولا يستطيع أن يقرأها حتى البرتغاليون في عصرنا هذا، فيصعب على الباحث العربي أن يستخرج المعلومات من هذا البحث العلمي البرتغالي، لذلك ترجمنا الوثائق من البرتغالية القديمة إلى الحديثة، ومنها إلى الإنجليزية ومن ثم إلى العربية؛ وبذلك وفّرنا على الباحث العربي الكثير من الوقت، مع العلم بأننا لم نستق المعلومة من مصدر واحد، وإنما نأخذ المعلومة ونتأكد منها من مصادر عدة، وبإذن الله سينتفع الناس بهذه المعلومات».
15 مجلداً
واستطرد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قائلاً «الموسوعة مقسمة إلى 15 مجلداً ونحن نحدد عدد صفحات كل مجلد لتكون ما بين 400 و450 فقط، فالمجلد الثاني الذي سنبدأ العمل عليه الآن يتحدث عن عام واحد فقط وهو عام 1507، لأن هذا العام كان مملوءاً بالأحداث، وسننتهي من إنجاز الـ 15 مجلداً بإذن الله خلال شهرين؛ فنحن، كوننا باحثين مؤرخين، لا بدّ أن نسعى ونبحث عن الوثيقة في أي مكان، ولا بدّ أن نقدمها للدراسين والكتّاب والمؤلفين. ومن الوثائق التي نستقي منها المعلومات هي الهولندية، لأنها تتميز بصدقية عالية. وتليها الوثائق البريطانية، والفرق بينهما أن الهولندية تعدّل معلوماتها عندما يتبين أن هناك تعديلاً في أي معلومة، بينما البريطانية لا تقبل أن تعدّل ما كتبته، حتى وإن اتضح أنه يتضمن معلومة خطأ، وهذا الفرق هو الذي يضع الوثائق الهولندية في صدارة الوثائق من حيث الصدقية».
وأضاف سموّه «لقد جمعت كل الوثائق التي كُتِبَت باللغتين الفارسية والعربية في أيام البرتغاليين، وهي أوراق قديمة مكتوبة بخط اليد، ولكننا لم نستخدمها في هذه المجلدات لأنها تحتاج إلى التحقيق، فنحن نقدم للقارئ المعلومات الدقيقة الموثوقة، بعد أن نكون بذلنا الكثير من الجهد للتأكد من ذلك، ونتمنّى أن تستفيد الناس من هذا الجهد بإذن الله».