خماسية «الأبيض» تحيي حلم التأهل المباشر لكأس العالم
متابعة: علي نجم
عاش جمهور «الأبيض» أمسية سعيدة بعد فوز منتخب الإمارات الوطني التاريخي على نظيره القطري 5-0 في تصفيات مونديال 2026، لينفرد بالمركز الثالث بفارق 3 نقاط عن أوزبكستان الوصيفة و6 نقاط عن إيران المتصدرة.
وجاءت طريقة الفوز الممزوجة بعرض جمالي لتحيي أمل الصعود إلى كأس العالم من جديد، وتكرار إنجاز مونديال 1990.
ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026، في حين ينتقل المنتخبان الحاصلان على المركزين الثالث والرابع من أجل خوض الدور الرابع للتنافس على بطاقتين إلى كأس العالم وبطاقة إلى الملحق العالمي.
وضمن منتخب الإمارات بنسبة كبيرة اللعب في الملحق، لكن لديه أيضاً فرصة جيدة للتأهل لكأس العالم بشكل مباشر عبر نيل المركز الثاني، ولاسيما أن لديه مباراة مع أوزبكستان على أرضه قد تكون حاسمة لتحقيق حلمه.
وتفاعل الشارع الرياضي بشكل جيد مع الأداء الرائع لمنتخبنا، وكان هناك اتفاق بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي أن «الأبيض» يستطيع الذهاب بعيداً في التصفيات لو استمر على نهج مباراتيه أمام قرغيزستان ثم قطر، حيث سجل ثمانية أهداف في مباراتين ولم يتلق مرماه أي هدف.
وكانت أمسية الوصول إلى النقطة العاشرة خاصة جداً لصاحب الرقم 10 فابيو ليما الذي سجل أربعة أهداف قادت إلى الفوز الأكبر للإمارات في تاريخ مبارياتها مع قطر.
أرقام قياسية
وضرب منتخبنا بفوزه الكبير «سرباً من العصافير بحجر واحد» بعدما حطم الكثير من الأرقام في ليلة دخل بها فابيو ليما التاريخ من الباب الكبير.
وكان ليما النجم اللقاء الأول دون منازع، حين خطف كل الأضواء وأصبح بذلك ثالث لاعب في تاريخ التصفيات النهائية للقارة الآسيوية يسجل أربعة أهداف.
وكان الياباني ميورا أول من سجل «سوبر هاتريك» في مرمى كازاخستان في تصفيات مونديال 1998، قبل أن يكرر العراقي مهند عبد الرحيم المشهد في مرمى تايلاند في تصفيات مونديال 2018، ليعود فابيو ليما ويبصم على الرباعية التي تحمل نكهة مميزة.
بالتأكيد خاض منتخبنا الوطني أفضل 90 دقيقة في حقبة المدير الفني البرتغالي باولو بينتو، بعدما وجد المدرب الذي نال الكثير من سهام الانتقادات في الفترة السابقة «التوليفة» التي يمكن أن يعول عليها، رغم بعض المراكز التي لا تزال تمثل نقطة ضعف في التشكيل الأساسي.
وعول المدرب على كوامي وخليفة الحمادي في محور الدفاع، فنجح الثنائي في قطع الماء والهواء عن المعز علي، وقدم ميلوني أوراق اعتماده كظهير أيسر قادر على تأدية الشقين الدفاعي والهجومي على أكمل وجه، وإن كان سيكون الغائب الأكبر عن مباراة إيران في 20 مارس/ آذار المقبل بسبب الإيقاف.
وتخلى المدرب عن مهاجمه المدلل كايو كانيدو، وراهن على برونو أوليفيرا لشغل مركز رأس الحربة، في وقت بدل من أدوار حارب عبدالله وفابيو ليما، قياساً بمباراة قرغيزستان، فشارك الأول في الجانب الأيمن، والثاني كمهاجم ثان خلف برونو، فكان الخيار صائباً وشكل ضربة معلم قياساً إلى المهمات التي قام بها الثنائي ومعهما يحيى الغساني الذي يستحق جزءاً كبيراً من النجومية بدوره.
وبدا لاعبو منتخبنا الوطني وكأنهم هضموا تعليمات وتوجيهات الجهاز الفني، فأدى كل منهم دوره على أكمل وجه، حتى بدا وكأن الفريق يلعب ب«الرموت كونترول» فكان الضغط عالياً حيناً، والتراجع وإغلاق المنافذ حيناً آخر، إلى جانب التغييرات في التحولات السريعة عند امتلاك الكرة، والضغط على حامل الكرة في منطقة المنافس من أجل إجبار الخصم على ارتكاب الأخطاء. وكان ضغط الغساني في الهدف الأول أجمل صورة لروح اللاعبين منذ صافرة البداية، ليمرر الكرة إلى ليما الذي سجل الهدف المبكر وبدل من مسار وشكل المباراة.
وكشفت أرقام المباراة سوء حال «العنابي» الذي لم يسدد طوال الدقائق التسعين أي كرة خطرة على المرمى مباشرة، ولم يجبر خالد عيسى على التدخل، رغم أن لاعبيه أصابوا العارضة والقائم في مناسبتين، ما يعكس حجم الصعوبات التي وجدها بطل القارة الصفراء.
قال بينتو مدرب الإمارات بعد المباراة: قمنا بالاستعداد بشكل جيد لمواجهة المنتخب القطري، حالفنا التوفيق في استغلال الفرص التي أتيحت لنا، وسجلنا أهدافاً، وهو الأمر الذي افتقدناه في مباراتنا أمام أوزبكستان عندما خسرنا على الرغم من أننا قدمنا أداء جيداً، ولكن لم يحالفنا التوفيق.