جهود مكثفة لخفض توترات المنطقة.. وقمة عربية إسلامية منتظرة بالرياض
تكثفت الجهود العربية والدولية، أمس الأربعاء، الهادفة إلى خفض التوتر في المنطقة، وأطلقت السعودية، في افتتاح مؤتمر دولي في الرياض حول إقامة دولة فلسطينية، دعوة إلى عقد قمة عربية إسلامية مشتركة لبحث العدوان على غزة ولبنان، بالتزامن مع حراك عربي دولي يستهدف التوصل إلى اتفاق مؤقت حول وقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين وإدخال مساعدات إلى القطاع، بموازاة محاولات للتوصل إلى تسوية سياسية تتضمن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً وتطبيق القرار الدولي 1701.
ودعت الإمارات كل الأطراف في المنطقة إلى خفض التصعيد وضبط النفس وتعزيز الحوار واحترام القوانين الدولية وسيادة الدول، كأساس لحل الأزمات الراهنة. وطالبت بوقف إطلاق النار في غزة وأكدت دعمها الكامل لسيادة لبنان واستقلاله. وأكدت الإمارات، في بيان ألقاه السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، خلال المناقشة المفتوحة ربع السنوية في مجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط، ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكامل ودون عوائق إلى غزة، إضافة إلى المطالبة بإطلاق سراح جميع الرهائن والمعتقلين. مشيراً إلى مقتل المئات من المدنيين في قطاع غزة جراء الهجمات الإسرائيلية.وأعرب السفير عن قلق الإمارات الشديد إزاء استهداف المستشفيات في القطاع. وأكد أهمية الدور الذي تلعبه الأونروا في تقديم المساعدات الإنسانية التي تعتبر ضرورية ولا غنى عنها خاصة في ظل الحرب الدائرة على غزة.
وأعربت الإمارات عن إدانتها للسياسات والممارسات الإسرائيلية التي تعرقل حل الدولتين وتهدد مستقبل السلام في المنطقة، بما في ذلك استمرار التوسع في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، ما يشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.
وفيما يخص التصعيد الخطر في لبنان، دانت الإمارات العدوان الإسرائيلي المستمر والانتهاكات المتواصلة لقرارات مجلس الأمن، وخصوصاً القرار 1701. وأشارت إلى أن هذه الاعتداءات المتكررة على قوات اليونيفيل تقوّض جهود حفظ السلام. وأكدت الإمارات دعمها الكامل لسيادة لبنان واستقلاله، معربة عن قلقها العميق إزاء مخاطر توسع العدوان الحالي إلى حرب إقليمية.
من جهة أخرى، أطلقت الحكومة السعودية أمس الأربعاء أعمال مؤتمر دولي في الرياض حول إقامة الدولة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه دعت إلى قمة عربية إسلامية مشتركة في 11 نوفمبر المقبل لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.
وقد افتُتح في العاصمة السعودية الرياض الاجتماع الأول للتحالف العالمي لتنفيذ «حل الدولتين»، الذي أطلقته المملكة بهدف ممارسة الضغط من أجل إقامة دولة فلسطينية. الاجتماع «يضم دبلوماسيين ومبعوثين من عدة دول ومنظمات إقليمية ودولية لتقديم جدول زمني محدد لبناء وتنفيذ الدولة الفلسطينية وحل الدولتين على طريق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط».
وفي غضون ذلك، يستعد الوسطاء لتقديم مقترح هدنة في قطاع غزة «لأقل من شهر»، بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب. وقال مصدر طلب عدم كشف هويته، إن الاجتماعات بين رئيس الموساد ديفيد برنيع ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، والتي انتهت الاثنين، ناقشت هدنة «لأقل من شهر» في غزة. ولفت إلى أن الهدنة تشمل تبادلاً للرهائن مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وزيادة المساعدات لقطاع غزة.
من جانبها، أعلنت مصادر في حركة حماس أنها لم تتسلم أي مقترحات.
وفي هذا السياق، قال مسؤول أمريكي إن مسؤولين أمريكيين من بينهم وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية والمبعوثان بريت مكغورك وآموس هوكشتاين سيزورون مصر وإسرائيل اليوم الخميس لمناقشة قضايا تتعلق بإيران ولبنان وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة. وقال المسؤول إن قائد القيادة المركزية الأمريكية إريك كوريلا موجود أيضاً في المنطقة وسيزور إسرائيل. وكان موقع أكسيوس ذكر في تقرير أن حزب الله أصبح مستعداً أخيراً للنأي بنفسه عن حركة حماس في قطاع غزة. إلى ذلك، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، أمس الأربعاء، أن الحكومة الأمنية تناقش شروط الهدنة مع حزب الله. وقال في تصريح إذاعي «ثمة مناقشات وأظن أن الموضوع سيستغرق بعض الوقت».
وذكرت قناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين ناقشوا مساء الثلاثاء المطالب الإسرائيلية لهدنة تستمر 60 يوماً. وتشمل هذه المطالب انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل، وآلية تدخّل دولية لفرض تطبيق الهدنة وضمان احتفاظ إسرائيل بحرية التحرك في حال وجود تهديدات.(وكالات)
مقترح هدنة من أربعة أسابيع في غزة
الولايات المتحدة ترسل 3 مبعوثين إلى المنطقة