أخبار العالم

«أيام صعبة» في جنوب لبنان تكبد إسرائيل خسائر بشرية

بيروت: «الخليج»، وكالات:
تواصلت المواجهات العنيفة، أمس الجمعة، بين مقاتلي «حزب الله» والقوات الإسرائيلية المتوغلة في أطراف بعض القرى الحدودية بجنوب لبنان، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل خمسة جنود وإصابة آخرين ليرتفع عدد جنوده القتلى إلى 10 خلال 24 ساعة، الأمر الذي دفع وزير الجيش يوآف غالانت إلى القول إنه «يوم صعب لإسرائيل»، فيما قُتل إسرائيليان وأصيب عدد آخر في قصف صاروخي أطلق من لبنان وأصاب بلدة مجد الكروم شمال إسرائيل.
كما استهدف الحزب قواعد عسكرية ومرافق حيوية في عكا وحيفا وصفد، بالتزامن مع تصعيد للغارات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، مخلفة المزيد من المجازر والدمار في كثير من المناطق، ومن دون أن تستثني الطواقم والطبية والإغاثية، في حين أعلنت قوات «اليونيفيل» أنها تواجه تحدياً بالغ الصعوبة وأنها اضطرت لسحب عناصرها من موقع حدودي بعد إطلاق قوات إسرائيلية النار عليه.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة مقتل خمسة عسكريين بينهم ضابطان في معارك بجنوب لبنان، ما يرفع إلى عشرة عدد الجنود الذين أعلن مقتلهم خلال أقل من 24 ساعة، وقال الجيش في بيان إن العناصر الخمسة وكلهم جنود احتياط «قتلوا في معارك في جنوب لبنان»، وفي تعليقة على ذلك، قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت: إنه «يوم صعب لشعب إسرائيل حيث سقط 5 محاربين في جنوب لبنان»، كما قُتل شخصان إثر انفجار صاروخ في بلدة مجد الكروم العربية بشمال إسرائيل، وفق ما ذكر المستشفى الذي نقلا إليه، فيما أكد الجيش أن «مقذوفات» أطلقها حزب الله من لبنان سقطت في هذه المنطقة، وقال المستشفى في بيان «أعلنت وفاة رجل وامرأة في مركز الجليل الطبي بعدما نقلا إليه في حالة حرجة» من بلدة مجد الكروم. وسقط الصاروخ على مركز تجاري في البلدة وخلّف تسعة جرحى قضى اثنان منهم.
من جهته، أورد الجيش الإسرائيلي أن «نحو 45 مقذوفاً أطلقها حزب الله» رُصدت «تعبر انطلاقاً من لبنان» نحو الأراضي الإسرائيلية منذ الصباح، بينها 30 على منطقة مجد الكروم.
مسيّرات انقضاضية
وبالمقابل، أعلن «حزب الله» قصفه بمسيّرات انقضاضية قاعدة عسكرية شرق مدينة صفد في شمال إسرائيل، بُعَيْدَ قصفه المدينة برشقة صاروخية، على وقع استمرار التصعيد بين الطرفين، وأورد الحزب في بيان عن «هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة فيلون شرق مدينة صفد»، قائلاً: إنها «أصابت أهدافها بدقة»، وفي بيان سابق، كان الحزب قد أعلن قصف صفد برشقة صاروخية.
أعلن حزب الله الجمعة استهدافه جنوداً إسرائيليين على أطراف بلدتين حدوديتين في جنوب لبنان، وقال الحزب في بيان أنه استهدف «بصاروخ موجه» قوة إسرائيلية «مؤلفة من 12 جندياً على أطراف بلدة العديسة» موقعاً فيهم «إصابات مؤكدة»، ثم أطلق صاروخاً آخر على آلية عسكرية تدخلت لإنقاذ عناصر القوة، وفي محيط بلدة حولا، استهدف حزب الله «بصاروخ موجّه» قوة إسرائيلية تساندها دبابة ميركافا، «ما أدى إلى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح».
وكانت غارة إسرائيلية استهدفت صباح أمس الجمعة الجانب السوري من الحدود مع شرق لبنان وتسببت بقطع معبر حدودي بين البلدين، وفق ما ذكر وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، ليصبح بذلك المعبر الثاني المقطوع من إجمالي ثلاثة رئيسية.
من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن استهداف الغارات الإسرائيلية للمعبر الحدودي يهدد طريقاً رئيسياً للأشخاص الذين يريدون الفرار من الحرب الدائرة في لبنان. وقالت رولا أمين المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إفادة صحافية في جنيف: إن «هذا يعيق ويهدد حقاً شريان حياة رئيسياً يستخدمه الناس للهروب من النزاع في لبنان والعبور إلى سوريا»، وأضافت: إن نحو خُمس الشعب اللبناني نزح حتى الآن، مشيرة إلى أن الملاجئ التي أقامتها الحكومة في لبنان أصبحت الآن مكتظة.
في غضون ذلك، قالت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان «يونيفيل» أمس الجمعة إن الوضع الأمني في جنوب لبنان يشكل «تحدياً بالغ الصعوبة» لعناصرها الذين يجدون أنفسهم تحت مرمى النيران، وقالت «اليونيفيل» في بيان «كان جنود حفظ السلام المناوبون في موقع مراقبة دائم قرب الضهيرة يراقبون جنود الجيش الإسرائيلي وهم يقومون بعمليات تطهير للمنازل القريبة. وعندما لاحظ جنود الجيش الإسرائيلي أنهم تحت المراقبة، أطلقوا النار على الموقع، فانسحب الحراس المناوبون لتجنب الإصابة».
ضحايا قطاع الصحة والإسعاف
من جهة أخرى، أحصت وزارة الصحة اللبنانية الجمعة مقتل 163 شخصاً من العاملين في قطاعي الصحة والإسعاف جراء الغارات الإسرائيلية، خلال عام من التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، معتبرة أن ذلك يرقى إلى «جريمة حرب»، وقال وزير الصحة فراس الأبيض خلال مؤتمر صحفي في بيروت، عرض خلاله حصيلة «الاعتداءات الإسرائيلية» على القطاع الصحي في لبنان، إن «مجمل عدد شهداء القطاع الصحي والاستشفائي حتى الآن بلغ 163 قتيلاً و272 جريحاً». وأفاد عن «اعتداءات إسرائيلية» طالت 55 مستشفى، تم «استهداف 36 منها بشكل مباشر» ما أسفر عن «إقفال ثمانية مستشفيات بشكل قسري»، ووثقت وزارة الصحة، وفق الأبيض، استهداف إسرائيل 158 سيارة إسعاف، و57 سيارة إطفاء و15 آلية إنقاذ، وقال الأبيض «نعتبر أن الاعتداءات على القطاع الصحي والاستشفائي هي اعتداءات مباشرة ومقصودة، هذه جريمة حرب» مندداً بالادعاءات الإسرائيلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى