أخبار العالم

«حزب الله» وإسرائيل يتبادلان القصف وبلينكن يدعو لحل عاجل

بيروت – رويترز
أكد مسؤولون لبنانيون، أن ثلاثة صحفيين قتلوا جنوبي لبنان، الجمعة، بينما قالت إسرائيل إن حزب الله قتل شخصين في غارة في الشمال في الوقت الذي تضغط واشنطن للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن هناك حاجة ماسة للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع في لبنان، غداة قوله: إن واشنطن لا تريد أن يطول أمد الحملة الإسرائيلية في لبنان.
وشنت إسرائيل هجومها الكبير على لبنان منذ شهر، وقالت: إنها تستهدف «حزب الله» لإتاحة عودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من الشمال بسبب الهجمات الصاروخية عبر الحدود.
وتقول السلطات اللبنانية: إن الحملة العسكرية الإسرائيلية قتلت أكثر من 2500 شخص، وشردت ما يزيد على 1.2 مليون شخص، ما أدى إلى أزمة إنسانية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة: إن شخصين قُتلا في غارة على مجد الكروم في شمال إسرائيل، وذلك بعد أن ذكرت جماعة «حزب الله»، أنها استهدفت بلدة كرميئيل الإسرائيلية بوابل من الصواريخ.
وقال مسؤولون فلسطينيون، الجمعة: إن الغارات الإسرائيلية أودت بحياة ما لا يقل عن 72 شخصاً منذ الخميس.
وأفادت وسائل إعلام قريبة من «حزب الله»، بأن الصحفيين القتلي في جنوب لبنان هم المصور غسان نجار ومهندس البث محمد رضا من قناة «الميادين»، والمصور وسام قاسم من قناة «المنار»، كما أسفرت الضربة عن إصابة عدد آخر.
وكان الصحفيون نائمين في مقر إقامة الصحفيين في بلدة حاصبيا بجنوب لبنان عندما تعرض للقصف في الثالثة صباحاً، ولم تكن البلدة نفسها قد تعرضت لهجوم قبل ذلك، وقُتل خمسة صحفيين في غارات سابقة على لبنان، وهم يغطون الصراع هناك.
وقال وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري في منشور على منصة «إكس»: «انتظر العدو الإسرائيلي استراحة الصحفيين الليلية ليغدر بهم في منامهم، وهم لم يتوقفوا خلال الأشهر الماضية عن تغطية الخبر في الميدان ونقله كشفاً عن جرائمه الموصوفة، هذا اغتيال، بعد رصد وتعقب، عن سابق تصور وتصميم، إذ كان يوجد في المكان 18 صحفياً يمثلون سبع مؤسسات إعلامية». ووصف الهجوم بأنه «جريمة حرب».
وقال محمد فرحات مراسل قناة الجديد اللبنانية: «سمعنا الطائرة تحلق على ارتفاع منخفض جداً، وهذا ما أيقظنا، ثم سمعنا الصاروخين».
وأظهرت لقطات من فرحات سيارات متضررة ومقلوبة وبعضها مكتوب عليها «صحافة»، ولم يصدر تعليق من إسرائيل التي تنكر بشكل عام تعمد استهداف الصحفيين.
وانسحب جنود حفظ السلام بقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) من موقع مراقبة في بلدة الضهيرة في جنوب البلاد يوم الثلاثاء بعد إطلاق قوات إسرائيلية النار عليه، حسبما أعلنت القوة اليوم الجمعة.
ونفت إسرائيل تعمد استهداف القوة، لكن هجماتها السابقة على مواقع «اليونيفيل» أثارت إدانة دولية.
قصف معبر حدودي

وتشن إسرائيل غارات جوية على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع وأرسلت قوات برية بالقرب من الحدود لتنفيذ ضربات على «حزب الله»، وقال الجيش الإسرائيلي: إن طائراته قصفت أهدافاً للحزب قرب معبر جوسية الحدودي في سهل البقاع، ومواقع لإنتاج الأسلحة في بيروت.
وأضاف الجيش الإسرائيلي: إن «حزب الله»، استخدم المعبر الذي يسيطر عليه الجيش السوري لنقل الأسلحة.
وقال وزير النقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حمية: إن الغارة تسببت في خروج المعبر من الخدمة. ويعني ذلك أن المعبرين الواقعين في شرق لبنان أصبحا مغلقين، ولم يعد سوى معبر الحدود الشمالية للبنان مفتوحاً إلى سوريا.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: إن الضربات تعيق محاولات اللاجئين للفرار، وقالت رولا أمين المتحدثة باسم المفوضية: إن نحو 430 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا منذ بدء الحملة الإسرائيلية. وأضافت: «الهجمات على المعابر الحدودية تشكل مصدر قلق كبير، فهي تقطع الطريق إلى بر الأمان أمام الفارين من الصراع».
«ضرورة مُلحة»

وجاءت الحملة الإسرائيلية على لبنان، بعد عام من الأعمال القتالية المستمرة مع «حزب الله» الذي فتح جبهة إسناد تضامناً مع غزة في الثامن من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في لندن الجمعة: «لدينا إحساس بوجود ضرورة مُلحة حقيقية للتوصل إلى حل دبلوماسي والتطبيق الكامل للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ليتسنى وجود أمن حقيقي على الحدود بين إسرائيل ولبنان».
وأضاف إن من المهم أن «يكون لدى الناس على جانبي الحدود الثقة للعودة إلى ديارهم».
ويواصل حزب الله هجماته الصاروخية رغم الضربات المؤلمة التي تلقاها منها مقتل الأمين العام حسن نصر الله. وقالت إسرائيل الجمعة: إن خمسة جنود قتلوا في قتال بجنوب لبنان، بعدما أعلنت الخميس مقتل خمسة آخرين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن قواته عثرت على مركز قيادة تحت الأرض في قرية قريبة من الحدود مع لبنان يمتد عشرات الأمتار.
وعبرت واشنطن عن أملها في أن يتيح مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، فرصة لإنهاء القتال.
وقال مسؤولون، الخميس: إن مفاوضين أمريكيين وإسرائيليين سيجتمعون في الدوحة قريباً لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لنظيره الأمريكي بلينكن في لندن: إن هناك تطهيراً عرقياً يجري في شمال غزة.
وقال الصفدي: «الوضع الإنساني صعب حقاً، عندما ننظر إلى شمال غزة نرى تطهيراً عرقياً، وهو ما يجب أن يتوقف»، وأضاف: إنه ليس هناك أي شيء يبرر حصار المستشفيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى