أخبار العالم

هل تنهي زيارة المبعوث الأمريكي إلى لبنان الحرب؟

متابعات-الخليج
أصبحت دائرة الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» تتسع يوماً بعد يوم، في وقت يتبادل فيه الطرفان الضربات الصاروخية يومياً، في حين أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين في بيروت، الاثنين، أن الولايات المتحدة تعمل مع كل من إسرائيل ولبنان على التوصل إلى صيغة لإنهاء الصراع إلى الأبد. وهنا تدور تساؤلات كثيرة، هل ستُنهي هذه الزيارة الحرب؟.
«1701» ليس كافياً
وتفصيلاً، قال هوكستين، الاثنين، إن الالتزام العلني بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي أنهى حرب العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، «ليس كافياً» لوضع حد للنزاع الراهن بين الطرفين. وبعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، حليف الحزب والمكلف التفاوض باسمه، أوضح هوكستين للصحفيين أن «الالتزام الذي لدينا هو حلّ الصراع على أساس القرار 1701، وهذا هو الشكل الذي ينبغي أن يبدو عليه الحل». ونبّه في الوقت ذاته أن «التزام الطرفين ببساطة بالقرار 1701 ليس كافياً»، مضيفاً، «كان (القرار) 1701 ناجعاً في إنهاء حرب 2006، ولكن يجب أن نكون صريحين بأن أحداً لم يفعل شيئاً لتطبيقه». 

الصورة

ما هو قرار «1701»؟
أرسى القرار 1701 وقفاً للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006. وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية. ويكرر لبنان على لسان مسؤوليه تمسكه بتطبيق القرار 1701 واستعداده لفرض سيادته على كامل أراضيه فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل، التي صعّدت منذ 23 أيلول/سبتمبر غاراتها الجوية على معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، ثم بدأت نهاية الشهر ذاته عمليات توغل بري جنوباً.
لم يبقَ وقت لإضاعته
وهذه الزيارة الأولى لهوكستين إلى بيروت منذ بدء جولة التصعيد الأخيرة. وكان حذّر في زيارته الأخيرة في 14 أغسطس/آب المسؤولين اللبنانيين من أنه «لم يبقَ وقت لإضاعته» قبل التوصل إلى وقف لإطلاق نار. وخلال عام من تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، كرر حزب الله على لسان قادته أنه لن يوقف الجبهة التي فتحها من جنوب لبنان ضد إسرائيل، دعماً لحليفته حركة حماس، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وقال هوكستين للصحفيين، الاثنين، إن «ربط مستقبل لبنان بصراعات أخرى في المنطقة لم يكن وليس في مصلحة الشعب اللبناني»، مضيفاً أن بلاده تريد «إنهاء النزاع بشكل دائم وفي أقرب وقت ممكن».

الصورة

العبرة بالنتائج
وقال بري، وفق بيان مقتضب عن مكتبه الإعلامي، إثر لقائه هوكستين، إن «اللقاء كان جيداً والعبرة في النتائج». وتتزامن زيارة هوكستين، الذي شملت لقاءاته في بيروت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مع زيارة يجريها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت، في إطار المساعي المبذولة لوقف التصعيد الإسرائيلي. وبعد لقائه بري، قال أبو الغيط للصحفيين: «القرار 1701 محوري، وينبغي تنفيذه حرفياً وفي أسرع وقت ممكن». وتابع، «أكدت أولويات محددة أهمها وقف إطلاق النار فوراً وانتخاب رئيس للبلاد».
«1701» يجب تنفيذه
وفي سياق آخر، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الاثنين، في بيروت: أن أولوية الجامعة هي الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان. واستقبل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أبو الغيط في بيروت. وقال: «القرار 1701 محوري وينبغي تنفيذه حرفياً وفي أسرع وقت ممكن، ولا نسمح بالقسوة التي عوملت بها اليونيفيل في جنوب لبنان». ورأى أنه من المحزن أن نرى «عدم اتخاذ مجلس الأمن الدولي رداً رادعاً على اعتداء إسرائيل على اليونيفيل».

الصورة

دعوة فرنسية
في الأثناء، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الأمم المتحدة يجب أن تمارس «دورها كاملاً» في جنوب لبنان؛ لإفساح المجال أمام عودة السكان، مندداً بإجراءات إسرائيل ضد قوات اليونيفيل.
وطلب ماكرون من نتنياهو «الحفاظ على البنية التحتية وحماية السكان المدنيين، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن» في لبنان. كما بحث المسؤولان الوضع في غزة.
هجمات متبادلة
ويأتي الحراك الدبلوماسي تجاه لبنان على وقع تصعيد إسرائيلي على لبنان، وبعد ساعات من شن الجيش الإسرائيلي غارات ليلاً على ضاحية بيروت الجنوبية وفي مناطق عدة في شرق البلاد، بينها بعلبك. كما فجّر الجيش الإسرائيلي، منازل داخل بلدة عيتا الشعب الحدودية في جنوب لبنان، حيث يخوض «اشتباكات عنيفة» ضد مقاتلي حزب الله. في المقابل، أعلن «حزب الله» استهدافه بالصواريخ جنوداً إسرائيليين في بلدات حدودية في جنوب لبنان، حيث أعلنت إسرائيل أن جيشها يكثف قصفه لمواقع حزب الله على طول الحدود بين البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى