أخبار العالم

أسطورة أرسنال أمضى 20 عاماً يعتذر لخصومه

متابعة: ضمياء فالح 
كشف أسطورة أرسنال الايرلندي مارتن كيون (58 عاماً) في كتاب سيرته الذاتية «on the edge» (على الحافة) عن كواليس اللعب في خط دفاع المدفعجية. 
وقال كيون الذي عرف بشراسته وترهيبه المهاجمين ومراقبته نجوم الخصم أنه أمضى الـ20 عاماً الأخيرة يعتذر من اللاعبين الذين أسقطهم أرضاً ويضيف المدافع الذي شارك في 498 مباراة بالبريميرليغ: «في جلسات التمارين وخصوصاً عندما كنت في إيفرتون كنت أتعمد إزعاج اللاعب الذي يتباهى بمهاراته وأسقطه أرضاً وأثير غضبه». لقب كيون بـ«بيكاسو الألم» لأنه يرسم بفن متقن قسوة المدافع المدمر.

واعترف كيون بشعوره كأنه «غريب» عندما انضم لأرسنال منتصف الثمانينات أول مرة ثم موسم 1992-1993 على خط رباعي يضم: لي ديكسون وتوني آدمز وستيف بوولد ونيجيل ونتربيرن.
ويروي كيون الذي امتنع عن شرب الكحول إطلاقاً في كتاب السيرة لقائه بالكابتن توني آدمز، وسؤاله له عن سبب معاداته له ويقول آدمز: «كانت حياتي الخاصة في فوضى (في إشارة لإدمانه الكحول في التسعينات) وكان رأسي منفصلاً عن الكرة وأشعر بالخوف من نشر قصص لا أفخر بها في وسائل الإعلام»، فيسأله كيون: «إذاً نجاحي جرحك؟ ولم يساعد في نضجك؟»، فيرد آدمز:«نعم، كنت تختلف عنا مارتن»، فيقول كيون: «لكنني لم أرد أن أكون مختلفاً عنكم، أردت أن أكون مثلكم وجزء من العصابة وأنا معجب بك لأنك كنت قوياً في الملعب ولم تكن لدي القوة لقول لا لك». أصبح آدمز بعد تعافيه من الإدمان كريماً وحكيماً، لكن كيون حقق النجاح في مسيرته كلاعب وفي حياته الشخصية أيضاً فهو أب لولدين وجد سعيد ومهنة في استوديو التحليل وأدرك بعد هذه السنوات أنه فعلاً لم يكن جزءاً من العصابة ويقول: «في إحدى المرات، كنا في الحافلة متوجهين إلى مواجهة مانشستر يونايتد وقام لاعب، شارك بنفس عدد مبارياتي مع الفريق الأول، بلعب الورق مع اللاعبين الكبار مقابل المال وعندما اقترب مني رفضت المشاركة».
رفض كيون أيضاً الخروج مع بقية اللاعبين للحانة بعد الفوز وفي إحدى المرات شبهته الصحافة ببطل الفورمولا 1 أيرتون سينا الذي كان أيضاً غريباً على بيئة السباقات. 
دفع كيون الثمن برحيله عن أرسنال في 1986 بعد رفض النادي رفع أجره من 50 ألف إسترليني لـ350 ألفاً أسبوعياً أسوة ببقية اللاعبين فيما بقي آدمز ليكرس نفسه بطلاً وأفضل مدافع. 
كافح كيون في الـ7 سنوات التالية كي يعود لكنه تعلم الكفاح من الصغر ويقول: «كنت بسن الـ8 عندما حصل تفجير في برمنغهام، حطم المشاغبون واجهة محل العائلة في أوكسفورد وكتبوا «وغد أيرلندي». كنت أقول في نفسي هذه محلتي كما هي محلة الآخرين وقال لي أبي: «حسناً، عليك أن تتعلم الدفاع عن نفسك هنا، إن عثرت على مجموعة منهم استهدف أكبرهم». بسن الـ12 تعرض كيون للكمة من والده بعدما طلب منه أن يتوقف عن التدخين لأنه سيقتله وبالفعل نجح في إقناع والده بترك التدخين. حقق كيون النجاح في عودته الثانية لأرسنال لكنه ظل غريباً وحتى عند التقاط صورة مع الكأس في ملعب الإمارات لم يكن ضمن رباعي الدفاع ويقول: «ماذا أنا، الفارس الخامس؟ لا يهمني فقد لعبت وشاركت حتى لو كانت الصورة تشير لغير هذا». قدوم أرسين فينغر غير الوضع تماماً فقد أصبح كيون ذراعه الأيمن وملهم اللاعبين الصغار بترك الكحول والسهر وكرس نفسه بطلاً في موسم حصد اللقب دون هزيمة. 
يختم كيون كتابه بمقابلة مع مدربه فينغر ويقول المدرب الفرنسي له: كنت دوما تسأل لماذا نفعل هذا ولماذا نفعل ذاك؟ هذا أول مؤشر للذكاء وكنت لا ترضى عن نفسك أبداً وتتطلع للمزيد. هناك نوعان من اللاعبين: نوع يتحمس من الخارج ونوع يأخذ حماسه من الداخل. الذين يتحمسون بأسباب خارجية تجذبهم الأموال والشهرة والذين يتحمسون من الداخل يندفعون لتطوير أنفسهم واللعب دون خوف، ليسوا سعداء لكنهم غالباً ناجحون»،ويرد عليه كيون: «نعم، أتفق معك أنا منهم» فيقول له فينغر: عدوك هو نفسك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى