العريان: السوق يبالغ في توقعات تخفيض الفائدة

قال محمد العريان، رئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج: «إن المستثمرين يخطئون في تقييم احتمال قيام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بنفس القدر الذي سيقوم به الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي».
وعلى الرغم من ضعف الاقتصاد في منطقة اليورو، تُظهر عقود مبادلة أسعار الفائدة أن المتداولين يراهنون على أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 140 نقطة أساس تقريباً بحلول سبتمبر/أيلول 2025، وهو تقريباً نفس مقدار التخفيضات المتوقعة في الولايات المتحدة.
وهذا يتناقض مع الفارق الكبير في الأداء الاقتصادي بين المنطقتين؛ حيث نما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 3% في الربع الأخير، مقارنة بمعدل نمو 0.2% فقط في منطقة اليورو.
وأوضح العريان، المدير التنفيذي السابق لشركة «بيمكو»، في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ: «السوق يسعّر نفس مقدار التخفيضات من البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي، لكني لا أعتقد أن هذا هو ما سيحدث. أعتقد أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة أكثر من الفيدرالي».

خفض «المركزي الأوروبي» للفائدة

وفي هذا الشهر، قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي على الودائع للمرة الثالثة هذا العام، بمقدار ربع نقطة ليصل إلى 3.25%. ومع ذلك، لم يحدد المسؤولون موعداً لتخفيض تكاليف الاقتراض في المستقبل.
وأضاف العريان، أنه يتفق مع زملائه السابقين في «بيمكو» على أن الديون الأوروبية، بما في ذلك السندات الألمانية والبريطانية، تعتبر استثمارات جاذبة.

التركيز على البيانات الاقتصادية

وبالنسبة للولايات المتحدة، أكد العريان مجدداً أن الاحتياطي الفيدرالي يجب ألا يركز بشكل مفرط على كل بيانات اقتصادية فردية في تحديد سياسته النقدية.
وكان الاحتياطي الفيدرالي قد قام بتخفيض تكاليف الاقتراض الرئيسية بمقدار نصف نقطة مئوية الشهر الماضي، مما فاجأ بعض المستثمرين الذين توقعوا تخفيضاً أقل. وبعد صدور تقرير الوظائف الأقوى من المتوقع، أشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إلى أنهم سيتعاملون بحذر مع السياسة النقدية.
وقال العريان: «في يوليو/تموز، لم نكن بحاجة إلى خفض في أسعار الفائدة، ولكن في منتصف سبتمبر كنا بحاجة إلى خفض بمقدار 50 نقطة أساس، والآن نتحدث عن الحذر في خفض أسعار الفائدة. وهذه تقلبات كبيرة من جهة من المفترض أن تقدّم توجيهات ليس فقط للولايات المتحدة، بل لما يتجاوزها».
وأضاف: «أعتقد أن هناك إدراكاً بأن الوقت قد حان للتخلص من الاعتماد الكبير على البيانات». (بلومبيرغ)