أخبار العالم

خطة تركيا

«ياهو نيوز»

قوبلت الخطة الطموحة التي وضعتها تركيا لزيادة معدلات إعادة التدوير بالثناء والنقد. وفي حين تهدف المبادرة إلى الحد من النفايات وتعزيز بيئة أكثر استدامة، أدت عن غير قصد إلى جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لجامعي النفايات غير الرسميين الذين يعتمدون على جمع وبيع المواد القابلة لإعادة التدوير لكسب عيشهم.
يلعب جامعو النفايات غير الرسميين دوراً حاسماً في منظومة إعادة التدوير بتركيا. هؤلاء الأفراد، الذين غالباً ما يكونون مهمشين ومحرومين اقتصادياً، يجمعون المواد القابلة لإعادة التدوير مثل البلاستيك والورق والمعادن من الشوارع ومكبات النفايات، ثم يبيعونها لمراكز إعادة التدوير أو الوسطاء، ويكسبون دخلاً ضئيلاً في هذه العملية.
إن أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها جامعو النفايات غير الرسميين في تركيا هو المنافسة من شركات إدارتها الرسمية، فهذه الشركات، المجهزة بالآلات والموارد الحديثة، قادرة على جمع ومعالجة المواد القابلة لإعادة التدوير بكفاءة أكبر من الأفراد. ونتيجة لهذا، يخسر جامعو النفايات فرصاً قيمة لجمع المواد وكسب لقمة العيش.
بالإضافة إلى ذلك، أدى التركيز المتزايد على إعادة التدوير إلى انخفاض توافر المواد القابلة له في الأماكن العامة. ومع مشاركة المزيد من الأشخاص في برامج إعادة التدوير وفصل نفاياتهم عند المصدر، يجد جامعو النفايات صعوبة أكبر بالعثور على مواد قيمة لجمعها وبيعها.
ورغم أن الجهود التي تبذلها تركيا لزيادة معدلات إعادة التدوير جديرة بالثناء، فمن الضروري أن نأخذ بالاعتبار تأثير هذه المبادرات على جامعي النفايات غير الرسميين الذين يعتمدون على صناعة إعادة التدوير في معيشتهم. ولمعالجة هذه القضية، يتعين على صناع السياسات أن يعملوا على إنشاء نظام إعادة تدوير أكثر شمولاً يأخذ في الاعتبار احتياجات ومساهمات جامعي النفايات غير الرسميين.
ويتضمن ذلك توفير التدريب والدعم لهؤلاء لمساعدتهم على الانتقال إلى أدوار إدارة النفايات الرسمية، فضلاً عن ضمان حصولهم على أجور وظروف عمل عادلة. ومن خلال الاعتراف بالدور القيم الذي يلعبه جامعو النفايات بمنظومة إعادة التدوير وتنفيذ السياسات التي تدعم سبل عيشهم، يمكن لتركيا أن تخلق صناعة إعادة تدوير أكثر استدامة وعدالة للجميع.
ورغم أن خطة تركيا لزيادة إعادة التدوير تشكل خطوة إيجابية نحو مستقبل أكثر اخضراراً، فمن الأهمية بمكان أن نأخذ بالاعتبار العواقب غير المقصودة التي قد تترتب على جامعي النفايات غير الرسميين الذين يشكلون جزءاً لا يتجزأ من سلسلة توريد إعادة التدوير. ومن خلال معالجة التحديات التي يواجهها هؤلاء الأفراد وتنفيذ السياسات التي تدعم سبل عيشهم، تستطيع تركيا أن تضمن استفادة جميع أفراد المجتمع من مبادرات إعادة التدوير التي تنفذها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى