دبي الرابعة عالمياً في توفير مزيج التجارب الترفيهية والحضرية للسياح
يبحث السياح عن وجهات بمراكز حضرية وترفيهية
تكتسب السياحة البيئية والصحية شعبيةً متزايدة
دبي: «الخليج»
تشهد الوجهات السياحية الناشئة اهتماماً متزايداً من المسافرين، وتكتسب مكانةً متقدمة في قوائم تفضيلاتهم، ما يعكس تحولاً ملحوظاً في اتجاهات السياحة العالمية، جاء ذلك وفقاً لتقرير جديد أصدرته شركة «كيرني»، والذي يحمل عنوان «في أذهان المسافرين العالميين: كيف تعيد متطلبات المسافرين المتغيرة تشكيل المشهد السياحي»؛ حيث يستعرض التغيرات في تفضيلات المسافرين وأولوياتهم، في ظل التوقعات بأن تتجاوز حركة السياحة العالمية، خلال هذا العام مستوياتها في فترة ما قبل الجائحة.
يشير التقرير، الذي صدر، الأربعاء، خلال القمة العالمية لمستقبل الضيافة في دبي، إلى استمرار تفضيل المسافرين للوجهات السياحية الشهيرة، مع تزايد المخاوف المتعلقة بالسياحة المفرطة، ما يفتح آفاقاً واعدة للأسواق الناشئة، ويُعد الشرق الأوسط مثالاً بارزاً على ذلك، حيث يتمتع بفرص كبيرة للاستفادة من هذا التحول بفضل المشاريع الرائدة والاستثمارات الضخمة، التي تُنفذ في تطوير البنية التحتية السياحية.
وأشار باسكال أرمودوم، شريك في «كيرني» الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى أن السياحة في الشرق الأوسط ما تزال في بداية طريقها لبناء سمعة عالمية قوية، لافتاً إلى أن ظهور وجهات ناشئة مثل ساحل البحر الأحمر والريفييرا الألبانية وباتاغونيا وليجيانغ على قوائم تفضيلات المسافرين يعد مؤشراً إيجابياً، ويرى أن هذا التوجه يشير إلى إمكانية تحول دول المنطقة إلى وجهات عالمية جذابة، من خلال الاستثمار المستمر في تطوير البنية التحتية والتسويق الاستراتيجي الفعّال.
وعند النظر في التفضيلات السياحية المتغيرة، يميل المسافرون إلى الوجهات التي توفر مزيجاً من التجارب الترفيهية والحضرية المتنوعة. وما تزال الشمس والبحر وأسلوب الحياة تتصدر قائمة خياراتهم؛ حيث تأتي دبي في المرتبة الرابعة عالمياً بعد ميامي وجزر الباهاما وجزر المالديف كوجهة تلبي هذه التوجهات، كما يظهر تحول ملحوظ نحو السياحة البيئية؛ حيث يتزايد عدد المسافرين، لا سيما من جيل الألفية، المهتمين بخوض تجارب مستدامة تربطهم بالطبيعة وتقلل من تأثيرهم البيئي.
وأظهرت نتائج التقرير أن 86% من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً، يفضلون بشدة الوجهات السياحية التي تقلل من التأثير البيئي، وتوفر لهم وسائل التنقل الأخضر، وتدعم أماكن إقامة صديقة للبيئة، يمثل هذا التوجه فرصةً هائلة للوجهات السياحية ومقدمي الخدمات، الذين يضعون الاستدامة والابتكار البيئي في صدارة اهتمامتهم.
في الوقت ذاته، تكتسب السياحة الصحية شعبيةً متزايدة بين مختلف الفئات السكانية، ومن المتوقع أن يشهد هذا النوع من السياحة نمواً كبيراً في السنوات المقبلة، تقود هذا النمو المنتجعات الصحية المناسبة للعائلات والمنتجعات المتخصصة، بما في ذلك المنتجعات التي تركز على إدارة الوزن والصحة النفسية.
كما يسهم المسافرون الأصغر سناً، ولاسيما جيل «زد» وجيل الألفية، في زيادة الطلب على السياحة التجريبية والسياحة القائمة على الفعاليات، ما يفتح فرصاً اقتصادية جديدة للوجهات التي تستضيف أحداثاً كبرى.
وأكد مارك بيوسكا، شريك في «كيرني» الشرق الأوسط وأفريقيا، أن الوجهات الناشئة، بما في ذلك وجهات في الشرق الأوسط، تتمتع بفرصة كبيرة لوضع معايير جديدة وتقديم تجارب سياحية فريدة، ولاسيما في ظل ازدحام الوجهات السياحية العالمية الشهيرة. وأضاف: «من خلال تطوير بدائل جذابة بشكل استراتيجي، لا تجذب هذه الوجهات المزيد من السياح فحسب، بل تدعم النمو الاقتصادي أيضاً».