بعد أكبر خسارة شهرية منذ سنتين.. هل يرتفع النفط إلى 100 دولار؟
خسر النفط حوالي 17% في الربع الثالث من العام 2024 إذ طغى القلق من تراجع الطلب العالمي على مخاوف تأثير اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط على تدفق إمدادات الخام.
وأنهت عقود برنت الآجلة شهر سبتمبر/أيلول على انخفاض 9%، عند 71.77 دولار للبرميل، وهو الشهر الثالث من الانخفاضات وأكبر انخفاض شهري منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022. وهبطت العقود الآجلة 17% في الربع الثالث لتسجل أكبر خسارة ربع سنوية لها في عام.
وانخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7% الشهر الماضي، في أكبر انخفاض شهري منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وانخفضت بنسبة 16% خلال الربع الثالث في أكبر انخفاض ربع سنوي منذ الربع الثالث من 2023، لتسجل عند التسوية 68.17 دولار.
التحفيز الصيني
وقال تيم سنايدر الخبير الاقتصادي لدى ماتادور إيكونوميكس: إن السوق تدرس ما إذا كان الصراع في الشرق الأوسط ستتسع رقعته في المنطقة.
ولم تتأثر الأسعار كثيراً بإعلان بكين الأسبوع الماضي عن إجراءات تحفيز في ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط فيه.
فالمتعاملون يتشككون في مدى كفاية هذه الإجراءات لتعزيز الطلب الصيني الذي جاء أضعف من المتوقع منذ بداية العام.
وهناك مخاوف من ارتفاع إمدادات الخام العالمية أثرت في الأسعار خلال الشهر.
فقد انخفضت الأسعار الأسبوع الماضي بسبب تقرير يفيد بأن السعودية، تستعد للتخلي عن هدفها غير الرسمي لسعر 100 دولار للبرميل في إطار استعدادها لزيادة الإنتاج.
كما أثرت احتمالات انتعاش إنتاج النفط الليبي على السوق. ووافق مجلس النواب الليبي على تعيين ناجي محمد عيسى بلقاسم محافظاً جديداً لمصرف ليبيا المركزي في إطار الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة التي أدت إلى انخفاض إنتاج البلاد من النفط.
التصعيد في الشرق الأوسط
وعلى الرغم من التصعيد الحاد في الصراع بالشرق الأوسط وتوسع دائرة الاشتباك العسكري، كان أداء النفط باهتاً.
وقال آندي ليبو، المدير العام لشركة «ليبو أويل أسوشيتس» لاستشارات الطاقة وأعمال النفط، إنه في حين تصاعدت «الأعمال العدائية» في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لم يحدث أي اضطراب في إمدادات النفط.
ولا يتوقع سوق النفط حرباً شاملة بين إيران وإسرائيل من شأنها أن تؤثر في العرض، فيما لا يزال السوق تحت ضغط زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة وكندا وغيانا، بالإضافة إلى ضعف نمو الطلب الصيني وتأخير «أوبك +» خطط تخفيف قيود الإنتاج، وفقاً لآندي ليبو.
من جانبه، قال جوش يونج، كبير مسؤولي المعلومات في شركة «بيسون إنترستس» للاستثمار في أسهم شركات الطاقة: «لم نر رد فعل مؤثراً في إمدادات النفط، ومن غير المرجح اتساع تسعير السوق للمخاطر حالياً».
مع ذلك، أشار الخبيران إلى أن التصعيد السريع في الصراع (إذا حدث) قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط الخام إلى 100 دولار للبرميل.
ونقلت قناة «سي إن بي سي» عن ليبو قوله، إن أكبر خطر يهدد سوق النفط يأتي من مضيق هرمز، مضيفًا أنه على الرغم من أنه احتمال غير مرجح، لكن أسعار النفط سترتفع بمقدار 30 دولاراً للبرميل إذا حدث ذلك.
فيما قال يونج: «إذا تصاعدت الأحداث بسرعة، فإن أي خلل مادي في إمدادات النفط الإيرانية أو صادرات النفط عبر هرمز قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل».
والمضيق، قناة حيوية يتدفق منها حوالي خُمس إنتاج النفط العالمي يومياً، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ما يجعله ممراً مائياً استراتيجياً يربط منتجي النفط الخام في الشرق الأوسط بالأسواق الرئيسية في جميع أنحاء العالم.