برامج الرفاهية بالعمل
«ذا كونفرزيشن»
أصبحت برامج الرفاهية في مكان العمل تحظى بشعبية متزايدة في السنوات الأخيرة، مع سعي المؤسسات إلى خلق بيئات عمل أكثر صحة وسعادة لموظفيها. ومع ذلك، فإن العديد من هذه البرامج تفشل في تحقيق أهدافها المقصودة لأسباب مختلفة.
إن أحد الأسباب وراء فشل برامج الرفاهية في مكان العمل في كثير من الأحيان هو الافتقار إلى التخصيص، إذ تتبنى العديد من البرامج نهجاً يناسب الجميع، وتفشل في مراعاة الاحتياجات والتفضيلات الفريدة للموظفين الأفراد. وقد يؤدي هذا إلى الانفصال وغياب المشاركة.
ومن بين المشاكل الشائعة الأخرى الافتقار إلى الدعم والمتابعة المستمرة، فبرامج الرفاهية التي تطلق وسط ضجة كبيرة، تفقد زخمها بمرور الوقت، ويكافح الموظفون للحفاظ على مشاركتهم دون التوجيه والتشجيع المستمر.
إذن، كيف يمكن للمؤسسات أن تجعل برامجها الخاصة برفاهية مكان العمل أكثر فعالية واستدامة؟ هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أخذها في الاعتبار منها التخصيص، فبدلاً من تقديم مبادرات عامة للرفاهية، ينبغي للمؤسسات أن تصمم برامجها لتلبية الاحتياجات المحددة لموظفيها، وقد يتضمن هذا إجراء استطلاعات أو تقييمات لتحديد مجالات الاهتمام والقلق، ثم تصميم برامج تعالج هذه الاحتياجات.
وتشجيع الموظفين على تقديم مدخلات حول تصميم البرنامج وتنفيذه يمكن أن يساعد على زيادة المشاركة. يضاف إلى ما سبق الدعم المستمر، فالرفاهية رحلة وليست وجهة وينبغي للمؤسسات أن توفر الدعم المستمر والموارد لمساعدة الموظفين على الحفاظ على أهدافهم المتعلقة بالرفاهية بمرور الوقت، ويشمل ذلك إجراء فحوص منتظمة، والوصول إلى موارد العافية، وفرص تقديم الملاحظات والتعديل.
وتعزيزاً للدعم النفسي، يجب تقديم ثقافة الرفاهية، فوجودها داخل المؤسسة من شأنه أن يساعد على تعزيز أهمية رفاهية الموظفين وجعل مبادرات الرفاهية أكثر رسوخاً في قيم الشركة. ويتعين على القادة أن يكونوا قدوة ويعطوا الأولوية لرفاهيتهم الشخصية لإضفاء طابع إيجابي على بقية المؤسسة.
تتمتع برامج الرفاهية في مكان العمل بالقدرة على تحسين صحة الموظفين وسعادتهم وإنتاجيتهم بشكل كبير. ومن خلال معالجة الأخطاء الشائعة وتنفيذ استراتيجيات التحسين، يمكن للمؤسسات إنشاء برامج رفاهية فعالة ومفيدة حقاً لموظفيها.