مصر ترفض أكاذيب إسرائيل وتحملها مسؤولية عرقلة مفاوضات غزة
حملت مصر، أمس الاثنين، إسرائيل، مسؤولية تعثر التوصل إلى اتفاق يفضي إلى صفقة لتبادل الأسرى والرهائن، وجددت رفضها لكل الأكاذيب التي تروجها تل أبيب، فيما وصلت الجهود الأمريكية إلى حالة من اليأس والإحباط جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على توسيع حربه في غزة واقتحام مدن الضفة الغربية وفرض اشتراطات معطلة لجهود الوساطة، بينما أكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن ما يحدث في غزة من قبل إسرائيل يعد هجوماً مروعاً وليس دفاعاً عن النفس، ويمثل انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الاثنين، خطورة التصعيد المستمر في المنطقة، مشدداً على المسؤوليات التي تقع على عاتق المجتمع الدولي، والاتحاد الأوروبي، للضغط المكثف في اتجاه التوصل لاتفاق ينهي الحرب الجارية في قطاع غزة.
واستعرض السيسي، خلال لقاء مع جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، الجهود المكثفة التي بذلتها مصر والشركاء، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، بحيث يمكن إنهاء الكارثة الإنسانية التي تواجه أهالي غزة، فضلاً عن تمهيد الطريق لإنفاذ حل الدولتين الذي من شأنه فتح آفاق السلام والتعايش والاستقرار والتنمية في المنطقة.
بدوره، أعرب بوريل، الذي رافقه وفد رفيع ضم مبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، عن بالغ التقدير للدور الذي تقوم به مصر كدعامة أساسية للاستقرار في المنطقة، مؤكداً اهتمام الاتحاد الأوروبي بالتشاور المتواصل مع مصر، ودعم جهودها الدؤوبة لحفظ الاستقرار الإقليمي خلال المرحلة الحرجة التي تشهدها المنطقة.
وزار بوريل، أمس، الجانب المصري من معبر رفح، وقال إنه يمكن للاتحاد الأوروبي ممارسة الضغوط السياسية والدبلوماسية على إسرائيل للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف بوريل، في مؤتمر صحفي، أنه يدعم جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر، مشدداً على أن الأمر سيكون صعباً على باقي الأطراف إذا وجد الوسطاء صعوبة في فرض حل. وفي إشارة إلى إسرائيل، قال المسؤول الأوروبي إنه لا يفهم لماذا يماطل أحد الأطراف منذ أشهر في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
ويواجه نتنياهو، اتهامات بفرض شروط جديدة لعرقلة المساعي المبذولة للتوصل إلى صفقة تشمل وقفاً لإطلاق النار في غزة وتبادلا للأسرى، بينما قال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي إنه كلما اقتربنا من اتفاق في قطاع غزة نواجه سياسات استفزازية لا تستهدف سوى مزيد من التصعيد.
وقال إن إسرائيل تحاول صرف الانتباه بمزاعم كاذبة لمنع وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأشار عبد العاطي، في مؤتمر صحفي مشترك بالقاهرة عقب اجتماعه مع وزير الخارجية الدنماركي لارس لوك راسموسن، إلى أنهم «يواجهون سياسات استفزازية» تؤدي إلى مزيد من التوتر كلما سنحت فرصة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، وقال إن «إسرائيل تعمل على إلهاء المعارضة من خلال نشر الأكاذيب لمنع وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة». وتابع: «أنفقنا مبالغ طائلة على هدم الأنفاق والخط الأمني على الحدود».
في الأثناء، كشفت القناة 13 الإسرائيلية، مساء أمس، نقلاً عن أربعة مصادر وصفتها ب«المطلعة» أن مصر رفضت طلباً أمريكياً إسرائيلياً مشتركاً، باستضافة جولة جديدة من المحادثات حول غزة. وبحسب التقرير، حاولت تل أبيب وواشنطن في الأيام الأخيرة التنسيق مع القاهرة لعقد جولة محادثات جديدة ضمن المفاوضات بشأن غزة، الأمر الذي قوبل بالرفض، في ظل الاستياء المصري من تصريحات نتنياهو، حول محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة.
من جهة أخرى، ذكر موقع «أكسيوس» أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قرر أمس الاثنين، عقد اجتماع مع فريقه للأمن القومي، لمناقشة الطريق المسدود الذي وصلت إليه مفاوضات الهدنة في غزة.
ونقل الموقع عن مصدر مطلع أن مستشاري بايدن طلبوا من مصر وقطر زيادة الضغط على حركة «حماس» للتراجع عن مطالبها الجديدة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن البيت الأبيض يعيد تقييم استراتيجيته بشأن صفقة إطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة، بينما يتداول كبار مساعدي بايدن ما إذا كان هناك جدوى من تقديم اقتراح جديد في الوقت الذي تتخذ فيه حماس وإسرائيل مواقف أكثر صرامة في المفاوضات.
وأشار موقع «أكسيوس» إلى أن بايدن، الذي يشارك شخصياً في رسم الاستراتيجية الأمريكية، يريد الاستمرار في الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، لكن مستشاريه يعتقدون أن الاقتراح الجديد لن يؤدي إلى أي شيء في الوقت الحالي. (وكالات)